ذهلت تماماً وأنا أقرأ في حوار مع معالي د. فهد بن عبدالله العبد الجبار المستشار بديوان سمو ولي العهد والمندوب المفوض على الشؤون الصحية بالحرس الوطني مؤخراً بأن هناك حاجة ماسة لنحو مئة ألف ممرضة سعودية، وبأن هذا الأمر يهدر سنوياً نحو أربعة بلايين ريال كرواتب للممرضات غير السعوديات تحول للخارج!!
ومثلما دعا د. العبد الجبار فقد آن الأوان لإيقاف هذا النزيف المادي عبر تعليم وتوظيف فتياتنا في هذا المجال الطبي الهام الذي طالما مارسته المرأة منذ صدر الإسلام وفي الحروب والغزوات وعبر تاريخنا المجيد.
إن تطوير قدرات العنصر البشري السعودي، والمرأة خاصة في هذا السياق لا يمكن أن تتأتى إلا عبر الدراسات الجادة مثل إنشاء كلية التمريض بل يجب إنشاء كليات للتمريض في مختلف مناطق المملكة من أجل المساهمة في سد هذا النقص. وهنا يمكنني القول إن القطاع الخاص أوالمستشفيات الخاصة يمكن أن تساهم في هذا المجال عبر تدريب وتعليم أعداد من الفتيات السعوديات بعد الاتفاق مع الجهات المختصة وعبر أسس سليمة ومنهجية، ومن المؤكد أن تكاتف الجميع في هذا الأمر يمكن أن يسهم في النهاية في التقليل من حجم (استيراد) الممرضات والاعتماد على بنات الوطن اللواتي هن أدرى بنفسيات أمهاتهن وآبائهن وأبنائهن من المرضى.
( * ) المدير العام |