إلى سنوات ما قبل عام 2000م.. كانت لجنة الحكام «آنذاك» تدار أمورها الفنية وفق معايير وضوابط تدخل في نطاق «السرية».. لدرجة أن هناك عدداً
من القضايا التحكيمية تدور رحاها في الشارع الرياضي سواء على المستوى الإعلامي أو المسؤول بالنادي أو حتى على مستوى الرياضي العادي ومع هذا كانت اللجنة تضع في (أذن عجين والأخرى طين) وتجتمع مع رجالات التحكيم وتناقشهم وتحاسبهم في أمور عدة لا تستطيع الصحافة التوصل إليها.. وهي تقوم بالتالي بأمور داخل لجنتها من حيث الثواب والعقاب بحق قضاة الملاعب.. - وللأمانة - كان لنهجها هذا مكانة لدى الرياضي بشكل عام.. بأن اللجنة تملك القوة والصلاحية التي تجعلها تطبق مقولة - يا جبل ما يهزك ريح -.
... وإلى سنوات ما بعد الصفرين وما تلاه من صفر واثنين أصبح «التحكيم» يمثل انتكاسة حقيقية للكرة السعودية!! بدليل كم هي المرات التي «حلت» فيها اللجنة؟! وكم هي المرات التي أوقف رجالات رياضتنا الكرام «صافرة» الحكم من جراء الاخطاء المتعددة؟ وكم هي المرات التي يظهر فيها حكم «معتزل» وعلى أعمدة الصحف ينتقد لجان التحكيم؟ وعلى طريقة - شهد شاهد من أهلها -!
بالتأكيد.. لعلني بهذه المقدمة كلها.. أريد أن أصل إلى ان الحادثة - غير مسبوقة - في تاريخ لجاننا التحكيمية الموقرة ان يتم «تغيير» حكم بعد ان اعتُمد من قبل لجنته بقيادة مباراة!!!
... والأكثر مرارة ان يظهر الزميل الاستاذ عمر الشقير رئيس اللجنة مبرراً بأن اللجنة لديها الحق بتعيين وتبديل وتغيير من تراه!! وأحسب ان هذا حق مشروع من حيث المبدأ بشرط ان تكون هناك ظروف طارئة من الحكم المكلف بقيادة مباراة ما.. تدعى إلى اعتذاره!!
أما في الجانب الآخر في الحادثة تلك.. هو ظهور نجم التحكيم السابق الاستاذ عبدالله الناصر - نائب رئيس اللجنة - بإشارة إلى ان «تغيير» التحكيم كان بدافع «التمويه» على الوسط الرياضي حتى لا يشكل ضغوطاً نفسية على الحكم!!
الطريف في الأمر ان حركة ما أسماه أبو ماجد «بالتمويه» لم تكن قبيل المواجهة بدقائق حتى يتفاجأ الجميع بذلك وإنما كان قبل اللقاء الكروي بيومين أو أكثر!! واعتقد بأن الضغوط النفسية جاءت هذه المرة من قبل لجنة الحكام وليس الطرف المعني!!
أقول.. أتمنى ان تنتهج لجنة الحكام سياسة اللجان السابقة تحديداً - لجان ما قبل عام الفين - من حيث القوة والمصداقية التي جعلت الآخرين يقفون احتراماً لقراراتها رغم مضاضتها على قلوبهم، وان تحظى اللجنة الحالية أيضاً بالفوز النظيف على كل من حملها ذلك الاحراج القوي!!
أرجوك يا العلولا
زميلي وأستاذي على المستوى الصحفي والإداري أحمد العلولا
أتذكر بأن أحد رموزنا الرياضية.. والذي كان له إسهام في رقي وتطوير كرتنا السعودية.. قال ذات مرة بأن هناك من يحاول التسلق للشهرة على حساب الإساءة لي ولفريقي.. لكي يحقق حلمه المستحيل!!
ولهذا اتجاهلهم بالنكران.. وعلى طريقة - الحقران يقطع المصران -.
أستاذي أبا «جواد»
ربما أنك من الرموز الإعلامية.. التي أسهمت في رقي وتطوير صحافتنا الرياضية.. فإنني أناشدك ولا أخالك بأن تكون قناعة ذلك الرمز هي نفس قناعتك.
فلاشات رياضية
* بصرف النظر عن نتيجة لقاء القمة بين عملاقي الهمة النصر والهلال.. اعتقد بأن تلك المواجهة قد تعيد للمسابقة رونقها من حيث الإثارة والندية.
* في أول امتحان حقيقي لمدرب النصر الجديد أثبت نجاحه.. وأحسب أيضاً ان جماهير فريقه بدأت تضع آمالها في المدرب خصوصاً حينما أشار إلى ان الفريق بحاجة إلى مدافع نجم.. والاستغناء عن نشأت أكرم.
* «هاتريك» مرزوق في مرمى الرياض أعاد لنا اكتشاف مرزوق «القارات» مجدداً.. فقط امنحوه المزيد من الفرصة باللعب أساسياً بالفريق.
* ورط الاتحاديون فريق الوحدة باللاعب سيرجو بدليل ان «الأحمر» لم يذق طعم الفوز منذ انضمام عاشق ال «ندى» له.
* نواف التمياط.. يخاطر بتاريخه المشرف كله من دافع الولاء لفريقه رغم الإصابة.. حفاظاً على هذا «الفتى الذهبي» الذي لا نزال نعلق عليه آمال العودة للمنتخب للإسهام في إنجازاتنا وبطولاتنا.. الرفق به.
* أتمنى ان تقف اللجنة الفنية لمنتخبنا «الأشم» بدور المشاهد والمراقب على العناصر الجديدة بالفرق خصوصاً وان هناك من تلك الوجوه من إعادت نجوميتها مرة أخرى.
آخر المطاف
قال أحد الحكماء:
أكثر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي كانت نتيجة لبعض المواقف والتي كان يجب أن أقول فيها لا وقلت نعم.
|