في مقاله المطول الرائع كتب الأخ مالك ناصر درّار جدة بتاريخ الأحد 5 من ذي القعدة 1424ه تحت عنوان: «آداب السلوك في الإسلام» كلاماً طيباً حول سبعة سلوكيات فقط، لذلك كنت أرى ان يكون العنوان «مِنْ آداب السلوك في الإسلام» ومِنَ المؤكد أن أخانا مالك لا يخفى عليه ان «مِنْ» تفيد التبعيض وخلوّ العنوان منها يفيد العمومية.
افتتح مالك مقاله بقوله: ومن الآداب الإسلامية التي ينبغي التقيد بها لأنها من قواعد حُسن السلوك». وكأن العلة «سبب التقيد بهذا السلوك» انه من قواعد حسن السلوك، وكنت أهيب بالأخ الكريم ان يقول بأن العلة اخذ ذلك السلوك من الآداب الإسلامية. وفي فقرة أخرى يقول: «ومنَ العيب الشديد ان تراقب الآخرين من المدعوين وهم يأكلون» وأقول: لعل الأخ مالك يقصد انه من العيب ان يُحصي الإنسان «الداعي» على المدعوين لكن عليه ان يراقبهم فيحثهم على الاستزادة مما يشتهون ويشرح لهم الاصناف الغريبة عليهم، ويبدو ان الاخ الكريم قد انتبه لهذه الملحوظة حيث عاد يقول: «وإذا كنت الداعي أنت فيحسن بك اذا وجدت ضيفك قد فرغ من طعامه ان تدعوه ليزداد أكلا فربما توقف عن الطعام حياء أو كان في نفسه ميل فخجل» فكيف ستعرف انه فرغ ما لم تكن تراقبه؟
وأما حول العفو عن الناس فيقول أخونا مالك:
«وكان يقول صلى الله عليه وسلم: خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين» وأقول للأخ الكريم بأن هذا المقطع هو الآية رقم «199» من سورة الأعراف، وبالتالي فإنه يجب علينا الإشارة احتراماً للنص وتحرزاً من الخلط. وأما أخي الكريم حول التوسط في الأمور فجاءت فقرتك الأخيرة: «وفي حبك وبغضك لابد من التوسط فالاغراق في الحب يعمي، والاغراق في البغض ينغص العمر» جزاك الله خيراً على هذه النصيحة، ولكن لم لم تؤيد نصيحتك هذه بقوله صلى الله عليه وسلم: أحبب من أحببت حباً ما عسى ان يكون حبيبك يوماً ما بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك بغضاً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما حبيبك يوماً ما»؟.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حمدين الشحَّات محمد
|