نشرت «الجزيرة» يوم 8/9/1424ه موضوعاً تحت عنوان «نعاني من عجز توافر الكوادر الصحية - والجامعة لا تقبل سوى 1440 من أصل 4000 متقدم» للباحث في شؤون الموارد البشرية الأستاذ عبد الله بن صالح محمد الحمود أشار فيه إلى أن جامعة الملك سعود يتقدم إليها أعداد غفيرة من أبناء الوطن لانخراطهم في القطاع الصحي الهام الضروري يصل إلى 4000 ممن لا تقل نسبهم عن 90% من القسم العلمي والمعدل عن درجة ممتاز ومع كل هذا لا يقبل أكثر من 1440 طالب وطالبة فقط وبعد اجتياز هؤلاء للدراسات الأولية أو ما يسمى بالتمهيدية تأتي مرحلة القبول في التخصص النهائي أي تثبيت الطالب أوالطالبة في التخصص الذي يتطلب توافر أمرين هما مدى الاجتياز الى معدل تراكمي محدد المستوى أي انهاء مواد دراسية لا يقل المعدل فيه عن 3/5 ويليه تثبيت المقبولين حسب امكانية الجامعة العلمية والمكانية وليست درجة المعدل التراكمي المقياس الأوحد وينتج عن ذلك وعلى سبيل المثال أن يقبل لتخصص الإنسان 10% وفي الطب البشري من 20 إلى 25% ونسبة محدودة للصيدلة كل هذا من أصل ال 1440 ومن ثم ينصب التوجه الأكبر في القبول ويمثل 60% يوجه إلى دراسة التخصصات الملحقة بالطب أو تخصص العلوم الطبية التطبيقية (باسم طبية مساعدة أو طبيبة مساندة وأمثالها - وقال الكاتب إن سعودة الكادر الطبي البشري في المملكة لن تتم قبل 66 سنة وان نسبة الأطباء السعوديين لدينا تصل إلى 3% وان نسبة الممرضين السعوديين هي 17% من أصل 61986 ممرض وممرضة وبالتالي يتساءل ما هي أسباب هذا التقنين الأكاديمي لدى تلك الجامعة العريقة إلى آخر ما قال:
في البداية أقول كنت أظن أو أتوقع أن لا أحد يضاهيني في حبي لوطني والمتمثل في امنياتي ان يلحق بالأمم المتقدة في جمع أحواله وان يستغني بابنائه عن كل اجنبي حتى في صنع الذرة وان لا يبقى فيه عاطل عن العمل وأن يكون مصدر اشعاع للعالم في كل الأمور الدينية والدنيوية ولكني حينما اقلب صفحات الصحف اليومية واتصفح جل ما يكتب فيها أجد الكثير والكثير أمثالي وربما اكثر مني امنيات ومنهم أخي عبد الله الحمود الذي تطرق للمعاناة التي لا شك أن بلادنا تعانيها أكثر من غيرها من الدول سواء عالمياً أو اسلامياً أو عربياً وهي الطب البشري وتمريضه وجواباً على سؤاله «ما هي أسباب هذا التقنين الأكاديمي لدى تلك الجامعة العريقة؟» أحيله إلى الدكتور فالح الفالح عضو مجلس الشورى وعميد كلية الطب سابقاً ليجيبه بجواب ربما يكون أفضل من جوابه لي حينما سألته مثل هذا السؤال منذ أكثر من عشر سنوات وحينما كان عميداً لكلية الطب آنذاك - وحسب النسب التي أوردها في مقاله ان الاطباء في كل دفعة لا يزيدون عن ال 500 ما بين طبيب وطبيبة بغض النظر عن الراسبين وأننا لن نكتفي قبل ال 66 سنة.. أقول لاخي عبد الله على الرغم من أنه يوجد لدينا (3) من كليات الطب فإذا اكتفينا بذلك التاريخ فضحّو بي يوم النحر لعام ال 66 ان عشت وأتمنى أن أعيش لأفي بوعدي، فللأسف الشديد أن عمر التعليم لدينا في المملكة مائة عام ولم نكتف ولا حتى في العلوم النظرية بينما الدول الفقيرة كالهند والباكستان ومنذ سنين تصدر الأطباء لنا خاصة وكان آخر دفعة من الباكستان وعددهم 500 طبيب تم او كان سيتم التعاقد معهم منذ ثلاثة أشهر، فكيف بنا بلد حباه الله بخيرات وأمن وأمان ولدينا كليتا الشريعة واللغة لا يقل عمرها عن 50 عاماً. أما كلية أصول الدين فعمرها 29 عاماً ولدينا في جامعة الإمام محمد بن سعود مدرسون في مادة القرآن وفي أصول الدين وفي اللغة العربية من الجنسيات العربية وفي غيرها وبنفس الوقت تحتضن معهداً لتعليم اللغة العربية وليست أسوأ حظاً من جامعة الملك سعود.. كيف تريد أن نكتفي بالطب البشري بعد 66 عاماً وعمر التعليم لدينا مائة عام حسبما قرر ذلك وزير التربية منذ أشهر مضت ونحن إلى الآن لم نكتف بمدرسين للغة الانجليزية والكيمياء والفيزياء والأدهى من ذلك أن كلية الطب بجامعة الملك سعود عمرها 35 سنة.. أين خريجوها وكم هم؟. واما معهد اللغة العربية ومعهد اللغات فعمرهما أكثر من 24 سنة كيف تريد أن نكتفي بفن التمريض وتدريس التمريض عمره لدينا أكثر من 79 عاماً، كما قال ذلك المسؤول بوزارة الصحة المرغلاني حينما تحدث عن تاريخ التمريض في احدى صحفنا اليومية، أين خريجو هذا القرن الذين لو كانوا حقيقة لصدرنا منهم للجيران.
وقبل الختام اشهد بالله العظيم ان حكومتنا الرشيدة لم تقصر ولن تقصر ولم تبخل ولن تبخل على أبناء هذا الوطن ببذل كل ما تستطيع من أجل اسعادهم وقد وضعت ابناء هذه البلاد في ذمة مسؤولين منهم وبهم فالتقصير منهم ومنهم ومنهم واللوم عليهم والله المستعان على ما تصفون.
صالح العبدالرحمن التويجري |