Thursday 22nd January,200411438العددالخميس 30 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السهر في الامتحانات الفصلية السهر في الامتحانات الفصلية

بعض الطلاب يدخلون القاعات أصحاء الأجساد متبلدي الأذهان.
تعليقاً على ما نشرته الجزيرة يوم السبت الماضي عن بدء اختبارات الفصل الأول أقول «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان» عبارة جميلة طالما استوقفتنا في الصغر وخاصة عندما تكون الامتحانات على الأبواب، لقد كان الأساتذة الأفاضل ومن خلفهم الأباء يطرقون مسامعنا كثيرا بمثل هذه الكلمات العطرة في محاولة منهم لتذكيرنا بأن هذا هو الوقت الحقيقي لقياس مدى تحصيلنا العلمي وأنه فرصة لنا لاثبات الذات وتحقيق التطلعات والحصول على أعلى المعدلات، كما كان الفرد منا يخجل كثيرا من نفسه لو حدث وقصر في مادة ما حيث كان زملاؤنا الطلاب لا يعطوننا الفرصة لأننا عند ذلك سنكون علكاً تلوكه ألسنتهم في ساحة المدرسة وفي الساحات التي كان الأطفال يمارسون فيها لهوهم ولعبهم فكانوا ينعتونهم بالكسالى والمهملين وغير ذلك من الألفاظ، فيما كان هناك تنافس شريف بين الأبناء حيث تقف خلفهم وبشكل كبير معاشر الأمهات خوفا من أن يتجاوز ابن فلانه ابنها في ترتيب الفصل ولذا كانت هذه «الغيرة» البريئة كفيلة بأن تصنع للطالب كل فرص النجاح وتهيئ له المناخ الملائم للمذاكرة على العكس تماما مما يحدث في هذه الأيام التي أضحى الأب يرفع فيها يده كلياً عن أبنائه بحجة كثرة المشاغل، ولذا فإن كثيراً من هؤلاء إما يعهد بابنه الى معلم «خصوصي» لتدريسه وإما يتركه عالة على الأم التي يتشتت تركيزها بين أعمال المنزل والأبناء وبين المذاكرة لهم، كما أن بعض طلبة اليوم وللأسف الشديد قد أصبح بلا «غيرة» فقد أصبح لا يهمه أبداً إلا النجاح والحصول على الشهادة التي تؤهله للانتقال الى مرحلة أخرى حيث لم يعد فيه ذلك الشعور العظيم بالتحدي ومقارعة الأقران، حتى أضحى الغالبية منهم يدخل قاعات الامتحانات ونصفه نائم أو يكون في بعض الأحيان صحيح الجسد متبلد الذهن من السهر المتواصل الى اليوم التالي، وهذه المذاكرة التي يتخللها مطالعة الفضائيات والاكثار من المنبهات أو الجلوس مع الأصحاب فيما يسمى المذاكرة الجماعية والذي هو بصراحة مجرد ضياع للوقت والجهد بلا فائدة تذكر، وهنا يفترض ان يكون هناك تدخل حقيقي من جانب الأسرة لانتشال هذا الطالب من الضياع وذلك بتهيئة الجو الدراسي المناسب له للمذاكرة والذي يجب أن يقوم على أسس صحية سليمة وقواعد تربوية حديثة يفترض أن يقوم أساسها على عدم الشحن النفسي للطالب وتحفيزه بالهدايا والجوائز وابعاده عن كافة الأشياء التي قد تشتت تركيزه، وتجهيز برنامج خاص له للمذاكرة يحتوي على فترات للمذاكرة والراحة ثم فترة مراجعة نهائية قبل الذهاب الى قاعة الامتحان، وان تحرص الأسرة كذلك على نوعية الغذاء الصحي المناسب لهذه الفترة حيث ان هناك أغذية تسبب الخمول والكسل وهناك أغذية منشطة للجسد والذهن، كل هذه الأمور يجب أن تضعها الأسرة في حسبانها لتحقيق فرصة النجاح لابنائها.

محمد بن راكد العنزي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved