حملت إلينا هذه الصحيفة المباركة في يوم السبت الرابع من شهر ذي القعدة كلمات الأستاذ سليمان العقيلي وفقه الله والتي كانت تعقيباً على الأخ أديب التويجري حول اقتراحه ل«الجزيرة» بوضع زاوية تهتم باللغة العربية ومدارستها من هذا المنطلق انبجست في خاطري هذه الفكرة التي كانت تساورني منذ أمد ليس بالقريب، ولا أظن أهمية هذه الفكرة، بل هذه القضية إلا موازية لأهمية تدارس اللغة العربية بل أهم وأعظم، كيف لا وفي اهمالها خطر على المجتمع بأسره، وإرباك للاقتصاد واضرار للصحة والأبدان، كيف لا وفي اهمالها والوقوع فيها تسافر الأخلاق وتقلع الفضيلة إلى غير رجعة، كيف لا وفي اهمالها فقدان لفلذات الأكباد ورياحين الفؤاد، إنها العالم الموحش عالم الوحوش الكاسرة والذئاب الضارية إنه عالم المخدرات والسموم التي للأسف غرزت أنيابها بين شبابنا وكبارنا مع الأسف والذي يحزن القلب ويلهب الفؤاد انك قلما تجد لهذه القضية ذاكراً بين الملأ فمن الاستحالة أن تجد من يطرحها في مجمع ويناقشها حتى أصبحنا وأضحينا لا نسمع ذكرا للمخدرات إلا في حال القبض على المروجين أوالمستخدمين، وهذا تجده في الأخبار فقط لا في مجامع الناس، وهذا في الحقيقة سينعكس أثره على المجتمع عموماً فلا شك أن البيوت بما فيها من نساء وشيوخ وأحداث قد لا يدركون ما هية هذه المخدرات، ولا يعرفون عنها وعن خطورتها إلا الشيء اليسير الذي قد لا يمنعهم ولا يردعهم في بعض الأحيان من الوقوع فيها، وتناولها وما نتج ذلك عندهم إلا لقلة توعيتهم وتحذيرهم من هذا الوباء المهلك، يجب على الجهات المسؤولة وجوباً تاماً التحذير التام من هذه السموم القاتلة وكيفية تجنبها وتحاشي الوقوع فيها ومخاطبة الأسرة في بيتها واعطائها جرعات كبيرة في كيفية التعرف على الابن المدمن، وذلك من خلال معرفة التصرفات والأعراض التي تظهر وتبرز على مدمن المخدرات، كذلك بتوجيه رب الأسرة إلى كيفية مواجهة الابن المدمن والتعامل معه حال فضيحته وانكشاف أمره لأنه وجد من يتعاطف مع ابنه المدمن بعدم التبليغ عنه بحجة الخوف عليه من السجن أو العقوبة وهذا في الحقيقة جهل بالواقع فالذي فعل ذلك إنما وأد ابنه بطريقة خفية، وينبغي كذلك إبراز أضرار هذه السموم من الناحية الصحية والمادية والاجتماعية وبكثافة لكي يعلم العامة بعظم هذا الأمر وخطورته الفادحة على الفرد والمجتمعات.
إن التجاهل الإعلامي لهذه القضية هو والله ليس من مصلحة البلاد والعباد وسيجر في يوم من الأيام إلى أمور غير محمودة العاقبة، وعلى حجم وكثافة الإعلانات التي تزخر بها شوارعنا ومتنزهاتنا وأسواقنا إلا أنني لم أجد تلكم اللوحة أواللافتة التي تحذر من هذا الوباء المهلك بما أرادت، أتساءل حينئذ إلى هذا المستوى وصلنا في تجاهل خطورة المخدرات وإهمال التوعية بأضرارها؟؟ وللأمانة لم أجد إلا ورقة صغيرة كنت أذكرها في صغري وما أزال أتذكرها، وهي الورقة التي تكون ملصقة بأعمدة الانارة بجوار الاشارات الضوئية وتحمل شعار «لا للمخدرات» يأسرني حينها ويتملكني عجب عجاب، إذ كيف يحذر عن هذا الخطر العظيم بصيغة غير مبالية وهي صيغة النهي والاكتفاء بها عجب والله وللأسف هذا تقصير نتحمل تبعته نحن جميعاً ,وإن كان هنالك الجهة المختصة هي ادارة متكاملة خصصت من قبل الدولة لمعالجة هذا الأمر والقضاء عليه إلا أن الجهد يبقى بشريا ويعتريه النقصان، فأمانة التحذير من هذا الخطر المحدق بنا في عنق كل من له ولاية أو مسؤولية في هذا البلد الكريم فالمعلم عنده تلاميذه وصاحب المؤسسة والإعلامي كذلك والطبيب والكاتب والمثقف كل هؤلاء عليهم مسؤولية التحذير والتثقيف بمخاطر المخدرات، ويبقى بعد ذلك كل فرد من أفراد هذا المجتمع المبارك عليه توعية من تحت يديه ومن ولاه الله إياهم، إننا لو منحنا هذه القضية جزءاً يسيراً مما نمنحه للقضايا الأخرى التي قد تكون في بعض الأحيان تلطيفاً للمجالس لآتينا الثمار وجنينا بإذن الله النتائج والعواقب الحميدة. أما أن نتجاهل هذا الموضوع ونتعامى عن مناقشة هذه المعضلة ونقول هناك ما هو أهم هنا علينا جميعاً أن ندفع ونتحمل الضريبة القاسية التي ستحل بنا يوماً ما، إنني أقترح على رئيس تحرير جزيرتنا المبجلة اقتراحاً أحسب انه لن يضيعه، فهذا ليس من شيمته وهو ان يضع زاوية مختصة بكل الامور التي لها صلة وعلاقة بالمخدرات سواء من قريب او من بعيد ويستعان بعد الله بأحد الكوادر والاعلام في هذا المجال فهم كثير - ولله الحمد - وانا على يقين تام انهم على استعداد تام، وذلك لما حدثني به احدهم ممن يعمل في مجال الارشاد الديني في مجمع الامل بالرياض، وليس هذا كثيراً بأن يفرد لهذا الموضوع زاوية في صفحات الجزيرة لا وربي، ولكن مع المقاربة والتسديد والتكاتف والتعاضد بعون الله سننعم جميعاً بمجتمع نظيف خالٍ من السموم والآفات المهلكة.
يا جزيرتنا الكريمة ألست تقولين بأن الجزيرة تكفيك؟؟ نأمل أن تبادري بالتوعية والارشاد حول هذه القضية مبادرة نكتفي بها عن غيرها.
رسالة/
لا يمكن لذوي الألباب والبصائر أن ينكروا حجم الجهود والاعمال التي يقوم بها إخواننا الاكارم في ادارة مكافحة المخدرات الا انني اود ان اوجه اليهم عبر العزيزة رسالة حب ملؤها الاخلاص، فهذه الادارة لا نسمع لها ذاكرا الا اذا قبض على المروجين والمستخدمين وبالامكان ان تراها في احد المعارض التي تقام بين الفينة والاخرى وليعذرني الإخوة ولكن اين التوعية الاعلامية من قبل هذه الادارة اين المطويات والنشرات والمجلات المحذرة اين المشاركات الصحفية اين المسيرات التحذيرية ارجو ان ارى ذلك عن قريب وآمل ان تجد كلماتي هذه صدى القبول لدى الزملاء العاملين في هذه الادارة العامرة ولهم مني ازكى تحية وسلام.
إضاءة/
قسم الارشاد الديني بمجمع الامل بالرياض لهم جهود جبارة ومساهمات دعوة عظيمة على نطاق واسع آتت ثمارها ونتائجها بصورة مشرفة ينشرح لها الصدر ويرتاح لها الفؤاد ويحوي شخصيات دعوية محبوبة ومرموقة أمثال الشيخ ابراهيم بن راشد الطلحة، والداعية سلطان الدغيلبي، فما اجمل الاستفادة من خبرات هؤلاء والنهل مما لديهم والله ولي التوفيق.
محمد بن عبدالعزيز الكريديس - بريدة |