Thursday 22nd January,200411438العددالخميس 30 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حتى لا يصبح شبابنا مصيدة حتى لا يصبح شبابنا مصيدة
نوف فرحان الحريص/عنيزة

لقد ابتعدت الأمة عن التربية الإسلامية الصحيحة حيث أثرث فيها الهجمات الإلحادية والتيارات الفكرية المتنوعة، فشوهت صورتها وحرفتها عن الجادة ولم تكن هذه التيارات وهذا المكر من الأعداء لينفذ إلى جسد الأمة المسلمة لو تحصنت بالقرآن والسنة منهجاً وسلوكاً وفكراً وتطبيقاً.
ولكن لما أصبحت التربية الإسلامية شعاراً يتردد على الألسنة، وفي الكتب دون تطبيق أو ممارسة واقعية أصبح مكر الأعداء، وتخطيطهم ينفذ في جسد الأمة. بل في مكمن العقيدة الإسلامية، فخرجت اجيال من الأمة لا تمارس الاسلام بل ولا تفهمه، وما فعله المجرمون البغاة تحت مسمى الجهاد من ازهاق للأرواح وللحرمات وتعريض أمن الآمنين وسلامتهم للانتهاك من قبل مجموعة ضالة اتخذت من الإسلام والجهاد ذريعة لها للوصول إلى غايتها المنشودة في أن تكون هذه البلاد على ما كانت عليه من ذي قبل من نهب وسلب وتخلف وانحطاط، فذلك كله ينم عن تغيب كامل للعقل.
فالسؤال الذي يتردد بين أوساط العامة.. ماذا يريدون؟ أيريدون الجهاد؟ لا والله بل هذا ستر يتخذونه ليمرروا كذبتهم وزعمهم الباطل على مَنْ هم على شاكلتهم.
أيريدون نصر الدين؟ بالله كيف يكون نصر الدين؟! هل يكون نصر الدين عبر تفجيرات مدمرة تُزهَق فيها الأرواح وتُنتهك الحرمات!! وأين؟ في أرض تحكم بالقرآن والسنة!! ومتى؟! في الوقت الذي تمر فيه الأمة بسلسلة من عهود التفكك والضعف. في الوقت الذي تصارع فيه موجات الغزو الفكري والتيارات الإلحادية المعادية للإسلام.
والله انهم عار.. عار على امتهم.. فبفعلتهم هذه اساءوا للإسلام وأهله فشوهوا صورة هذا البلد الذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً وسلوكاً، وجعلوا للأعداء طريقاً لبث سمومهم.
فبالأمس القريب كنا نسمع عن هذه المنكرات واليوم نعيشها واقعا ً مخزيا.
وما نراه اليوم إنما هو ناتج عن تقصير كبير، أول تلك التقصيرات.. منكم أنتم علماء الدين، أي نعم.. منكم انتم فأين انتم من شباب الأمة؟ أين انتم من عماد الأمة حتى ضاعوا وأضاعوا؟ زد على ذلك تقصير البيت والمدرسة والمسجد والإعلام فهذا كله وغيره أدى لخروج اجيال لا تطبق الإسلام ولا تفهمه.
فإذا لم نقف مع الشباب ونسمع لهم ونصحح أخطاءهم ونحميهم من كل فكر هدام يوصلهم إلى الحضيض سنندم ندماً لم نندم قبله ولن نجد بعده من يستغرب هذه الأفعال لأنها صارت امرا عاديا وواقعاً مألوفا.
من هنا لابد ان نقرر انه يجب على كل المثقفين من أبناء الأمة المخلصين لعقيدتهم ومبادئهم والمدركين لهول المصيبة التي تعيشها أمتهم والمطلعين على مخططات الأعداء ومكرهم والعارفين طريق الصواب وسبل النجاة أن يشمروا عن ساعد الجد ويعملوا بإخلاص وتفانٍ وتضحية لإرشاد اخوانهم الى طريق الهداية والسلامة وأن يساعدوا كلاً منهم بما يستطيع ويقدر عليه، كل حسب تخصصه وفي مجال عمله لنشر الوعي الإسلامي في المجتمع كله ولإرساء قواعد التربية الصحيحة في المجتمع.
ولإيجاد النموذج الإسلامي المثالي المتمثل في جيل يقود البشرية إلى الخير والفلاح.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved