عاشت بلادنا خلال السنوات الماضية مجداً عظيماً من الإنجازات والمشاريع الرائدة في ظل قيادة رشيدة قادتنا على ذرا المجد والسؤدد وصيرتنا شعباً محترماً ذا ثقل بين الشعوب وذا عزة وكرامة لا يكدر صفونا مكدر ويعجز فينا العدد لأننا أسرة واحدة تحت راية واحدة وبينما نحن كذلك إذ بذلك المنادي ينادي ويقول لنوقف هذه المسيرة ولنبدأ في التفرق إلى أحزاب ولنسرع في نسف مقدرات الوطن وقتل الأبرياء حتى نحقق الجهاد ونخرج الكفار من جزيرة العرب وعليكم جميعاً أن تنهجوا نهجنا. فيا ترى من هم أولئك الذين يريدون تحقيق ذلك في بلادنا؟
ومن هم الذين ينادون بهذا المنطق غير العقلاني؟
هل هم منا؟
وهل هم من أبناء جلدتنا؟
أم إنهم من خارج وطننا!
إنهم منا ومن أبناء جلدتنا حيث ترعرعوا فوق ثرى هذه البلاد وتعلموا بين جنباتها وها هم اليوم يتنكرون لذلك كله ويقذفون به وراء ظهورهم، ويصغون آذانهم لتلك الأفكار المضللة التي تنادي بقتل الأبرياء وسفك الدماء بحجة الجهاد وما علموا أن الجهاد مما يفعلونه براء. إننا نواجه اليوم فكراً ضالاً عن الصواب بعيداً كل البعد عن ديننا الإسلامي الحنيف، فكراً لا يحمل سوى الفتن وإثارة البلبلة والغوغاء.
لكن ما هو الفكر الذي نريده؟ وأين نجده؟
نريد فكراً وسيعاً يحمل معاني الإسلام السمحة متأصلاً في شريعتنا الغراء نابذا كل صور الفتنة والتطرف والتشدد.
ولو بحثنا عن هذا الفكر لوجدناه عند علمائنا الأجلاء ذوي الحكمة والرشد. فهيا بنا جميعاً نحيي هذا الفكر الرائد وننبذ الفكر الضال لتعيش بلادنا آمنة مطمئنة إن شاء الله.
|