Thursday 22nd January,200411438العددالخميس 30 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
أسير حرب
أميمة الخميس

عندما منحت الولايات المتحدة «صدام حسين» لقب أسير حرب، عندها كانت تخلع عليه أثمن وسام ناله في تاريخه الدموي الرهيب، وهذا اللقب الذي نجا به عن مصير الرؤساء السابقين قبله في العراق، والذين كان ينتهي بهم الأمر قتلاً وسحلاً في شوارع العراق.
لعل الولايات المتحدة كان باستطاعتها ان تسلمه إلى مجلس الحكم المحلي في العراق، وسينال مصيراً يليق بحاكم مخلوع في دول العالم الثالث ووسط جماهير غاضبة ومقهورة ومتحفزة للافتراس، ولكن لربما الولايات المتحدة لجأت إلى مناورتها الخاصة في هذا المجال، فهي تحاول ان تسوق الإدارة الأمريكية من خلال شكل حضاري ونبيل قادر على الانضباط تحت القوانين الإنسانية وغير خاضع للعواطف والانفعالات.
فبمجرد أن أطلق على «صدام حسين» لقب أسير حرب انطبقت عليه قوانين معاهدة جنيف الدولية الخاصة بأسرى الحرب، كذلك أصبح باستطاعة الصليب الأحمر زيارته والاطمئنان على صحته وانه لا يتعرض لأي شكل من أشكال العنف. وصار باستطاعة صدام حسين الآن في زنزانته أن ينال راتباً شهرياً !!!! ويستعمل وسائل اتصال مع العالم الخارجي، وصار بمقدوره الاتصال بأفراد عائلته.
كان «صدام حسين» يوماً ما هو فرانكشتين المرعب الملتهم للبشر حتى كاد أن يتحول إلى أسطورة تاريخية في الوحشية عبر وسائل الإعلام الأمريكية ومن ثم العالمية، واليوم ينطوي صدام حسين تحت جناح الرأفة الأمريكية التي تحاول أن تظلل عدوها الأول.
لا أدري المشهد يذكِّرني بكثير من الأفلام الأمريكية التي نشاهدها والمحتشدة بالعنف والإثارة والدماء، والتي ينتصر فيها أخيراً البطل الأمريكي، ويعفو عن أعدائه ساعياً لنشر العدالة في العالم، فيلم أمريكي طويل نشاهده بكثير من الدهشة وقليل من الاستمتاع.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved