من يُلْقمُ العصفور ويسقيه؟
والأرض يباب؟!!
مَنْ يتلقى المطر؟ والسحابات فراغ...؟!
مَنْ يبدأ الدْربَ
والوعورة قائمة؟
كلُّ العصافير تترقَّبُ فوق أغصان جرداء،
وتفتح الدُّروبُ أفواهها كالمغارات...، جفافٌ، عطشٌ، زمهريرٌ...
فيما السّماء تُمطر...
وفيما الشَّمس تُشرق...،
وفيما تتكدَّسُ الثِّمار عند جذوع الأشجار...، ويحملها الفلاَّحون فوق ظهور
المراكب!!... ويبدأ المزارعون في الرَّيْ...!!
تناقضٌ، فلا يدٌ تمتدُّ لتُلْقمَ، أوتسقيَ
تناقضٌ، إذ لا أقدامُ تبدأُ الخطو، فيما الطّرقُ ممهَّدةٌ!!
يا إلهي:
وما لنا لا نرى... وقد منحتنا النَّور؟!
وما لنا لا نُحسُّ.. وقد كوَّنت فينا الشُّعور؟!
وما لنا لا نتذوُّق؟ وقد جعلت فينا الجارحة؟ والإحساس؟!
يا إلهي:
كيف نصمُّ آذاننا وقد جعلتَ فينا السَّمع سليماً!
وما لنا لا نُدرك وعقولنا لا ضعفَ خبرة و ولا خرفاً؟
هذه المحطَّات تعجُّ
وهذا الغٌثاء سيلٌ عرمٌ...، والكلُّ اختلطَ بالكلِّ، وثمَّة غُثاءٌ قادمُ...!!
طحالب! الحوافّ... تتمدّد... تفترش...
وزعانفُ الطُّرقات تنتشرْ....
والمتسلِّقاتُ تتطاول، تتعالى... تغطّي
مَنْ يفصلُ بين الزَّهرةِ والجمرةِ؟!
ومَنْ يُباعدُ بين الشهقة، والأنَّة؟!
ومَنْ يَدخلُ بين الشِّغاف، والشِّغاف؟
يا إلهي...
حين يعمُّ غثٌاء السَّيل...
امنحنا قدرةَ الثَّبات؛ كي لا تزلَّ أقدامنا فتغرق
ثمة نافذة ضوءٍ...
هي رحمتك...
يا إلهي...
نقفُ عندَ بابكَ... مبللَّين...، نرجفُ من زمهرير
ربَّنا لا تدعنا حيارى...
ربنَّا افتح لنا البابَ لنلجَ غيرَ خزايا ولا خاسرين
يا إلهي:
أصوات العصافير تصكُّ اللَّحظة أذنيَّ...
تنشدُ الظلَّ، واللُّقمة، والفطرة...
فامنح الإنسان بصيرة الإحساس، وقدرةَ ووعي الخلاص!!
... ويا إلهي...
آمين...
|