Thursday 22nd January,200411438العددالخميس 30 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«الجزيرة» تعرض شهادات حية من فلسطين بهدف طمس الحقيقة والتغرير بالرأي العام العالمي «الجزيرة» تعرض شهادات حية من فلسطين بهدف طمس الحقيقة والتغرير بالرأي العام العالمي
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف نشطاء السلام والمتطوعين الأجانب وأعضاء المنظمات الدولية في الأراضي المحتلة
الجنود الإسرائيليون لا يكترثون لهدر دماء نشطاء السلام في فلسطين

  * فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في الآونة الأخيرة استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ومتعمد نشطاء السلام والمتطوعين الأجانب وبينهم متظاهرون وأعضاء في المنظمات الدولية، لاسيما النشطاء الذي تدافعوا نحو الجدار العنصري الذي تقيمه اسرائيل على أراضٍ فلسطينية، من شأنه أن يعزل الفلسطينيين في كانتونات صغيرة معزولة عن عمقها الاستراتيجي.
وتأتي هذه الممارسات الاسرائيلية بحق نشطاء السلام الدوليين في خطوة لطمس الحقيقة، والتغرير بالرأي العام العالمي، ما اعتبرته منظمات إنسانية وحقوقية مخالفة لكافة المواثيق والعهود الدولية.
وعلى صعيد متصل احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي السبت الماضي وفدا من منظمة اليونسكو لأكثر من ساعتين على حاجز إيريز، ومنعت اثنين من أعضاء الوفد من الدخول إلى قطاع غزة.
وقال إسماعيل التلاوي الأمين العام المساعد للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم ل«الجزيرة»: إن قوات الاحتلال منعت كلاً من السيد (إدوارد سيفتش)، مدير دائرة حقوق الإنسان في اليونسكو وهو من جنسية كولومبية، والسيدة (جن موراهنشي) المتخصصة في برنامج حقوق الإنسان في اليونسكو، وهي يابانية، وكلاهما يحملان جوازات سفر الأمم المتحدة، من الدخول إلى قطاع غزة.
وأضاف التلاوي : فيما سمحت سلطات الاحتلال لرئيس الوفد السيد (بيبر سانيه)، مساعد المدير العام للعلوم الاجتماعية والإنسانية لليونسكو، والسيدة (كوستانزا فارينا)، مدير مكتب اليونسكو بالدخول إلى غزة.
ومن الجدير ذكره أن الوفد يقوم بزيارة إلى فلسطين واسرائيل بناء على قرار المدير العام لليونسكو (كوشيرو ماشورا) للبحث في إمكانية إجراء حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر مؤسسات المجتمع المدني في كلا الطرفين.
ويأتي ذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي ضد المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية، وتدمير قوات الاحتلال للأماكن الأثرية والتاريخية في مدينة نابلس تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المتخصصة في الحفاظ على التراث الثقافي للشعوب.
متطوعة أمريكية:
الإعلام في بلدنا لا يعكس الصورة الصحيحة الواضحة
ما كنت أراه، مغاير تماماً لما رأيته على أرض الواقع..!!
وعلى صعيد متصل بالمتضامنين الأجانب مع أبناء الشعب الفلسطيني تعرض الجزيرة شهادة حية من فلسطين، تقول المتطوعة الأمريكية (إميلي لوتز)، التي كانت تعمل سائقة إسعاف في ولاية لوس أنجلوس: حضرت إلى فلسطين منذ ثلاثة شهور، وأقيم في مدينة نابلس منذ ثلاثة أسابيع، عاصرت خلالها الاجتياح الأخير للمدينة، ما كنت أراه عبر وسائل الإعلام مغاير تماماً لما رأيته على أرض الواقع، الإعلام في بلدنا لا يعكس الصورة الصحيحة الواضحة، حيث يشاهد الشعب الأميركي على شاشات التلفزيون صوراً عن قتل المدنيين الإسرائيليين، ولكنه يكاد لا يسمع عن قتل المدنيين الفلسطينيين، لذا فإنه لا يدرك حقيقة الوضع.
وتضيف المتطوعة الأمريكية قائلة: تطوعت مع لجان الإغاثة الطبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبحكم ذلك كان عليّ الذهاب إلى مواقع الاجتياحات، لا أستطيع وصف ذلك الشعور الذي انتابني وقتها، فقد أحبطني وهالني صراخ الأطفال، والمعاملة السيئة التي يمارسها جنود الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأشارت المتطوعة الأمريكية إلى الفرق في طريقة قيادة سيارات الإسعاف في ولايتي لوس أنجلوس وبين السياقة في فلسطين، قائلة : هناك فرق شاسع لأن عليك هنا أن تخاف دائماً على الحواجز الإسرائيلية ودورياتهم على الطرق، رغم أنك سائق سيارة إسعاف تعطيك حصانة والتي يجب أن نعتبرها الأكثر أماناً، كما أنك لا تستطيع الدخول إلى بعض المدن على اعتبار أنها مناطق عسكرية مغلقة.. فعلى سبيل المثال تقول المتطوعة الأمريكية : حاولت الدخول إلى مدينة قلقيلية لكن الجنود منعوني بحجة الحفاظ على سلامتي الشخصية، لكنني على يقين أن الأمر ليس كذلك، بل لأنه ليس من مصلحة الحكومة الإسرائيلية أن نرى ما تقترفه أياديهم من انتهاكات على أرض الواقع.
ومما قالته المتطوعة الأمريكية : كم أتمنى أن توقف أميركا دعمها لإسرائيل كي لا تواصل احتلالها وقتل المدنيين.
السير في الطبيعة والجلوس تحت الأشجار في فلسطين مجرد حلم
أما المتطوعة البلجيكية (بتول)، التي تعمل مرشدة اجتماعية مع مؤسسة بلجيكية في بلجيكا، فهي متطوعة في فلسطين منذ خمسة شهور ومضى على وجودها في مدينة نابلس أربعة شهور، وعن سبب اختيارها لمدينة نابلس، قالت: أهلها طيبون كثيراً وكرماء.. أحببت المدينة جداً، وقررت أن أساعد الناس فيها.. مضيفة: طبيعة فلسطين جميلة جداً، وأنا أحب السير في الطبيعة والجلوس تحت الأشجار، لكن هذا مجرد حلم هنا، لأنني لو فعلت ذلك أعرض نفسي للخطر، ومن خلال معايشتي للمدينة وجدت أن كل مناحي الحياة في المدينة صعبة جداً.
من ناحيته قال (طاهر الكوسا)، الذي يعمل كضابط إسعاف في الإغاثة الطبية في مدينة نابلس: مهمتي مرافقة العديد من المتطوعين الأجانب في المدينة، خلال تنقلنا نتعرض للكثير من المضايقات لأن جنود الاحتلال لا يريدون أن يرفع صوتنا إلى دول العالم.. ويروي ضابط الإسعاف الفلسطيني (الكوسا) ما حدث في الاجتياح الأخير ل«مخيم بلاطة» قائلاً : عندما توجهنا في الإغاثة الطبية مع مجموعة من المتطوعين الأجانب وأطقم الصحافة والإعلام، سمح لنا الجنود بالدخول إلى المخيم، وعند خروجنا من المخيم سلك الإعلاميون طريقاً، وسلكنا نحن والمتطوعون طريقاً آخر، فلمحنا الجنود وقاموا باحتجازنا لساعات طويلة، وأوثقوا أيادينا، مع توجيههم الشتائم والإهانات لنا.
ماذا كنت تطلق على هذا الوضع سوى كلمة (غيتو)..؟؟!!
وعلى ذكر الإهانات والشتائم التي يوجهها الجنود الإسرائيليون إلى المتطوعين ونشطاء السلام وحتى الفنانين، عقّبت الفنانة البريطانية (أنجيلا جوتفريد) المقيمة في مدينة القدس، على اعتقال حرس حدود الاحتلال وجنوده ورجال شرطته لها، بتهمة التحريض قائلة: إن هؤلاء اعتقلوني بدون وجه حق.
وكانت الفنانة البريطانية ذكرت في بيان خاص أصدرته اطلعت عليه الجزيرة: أنها شاركت في فعالية احتجاجية إلى جانب عدد من النساء الإسرائيليات ضد الجدار في منطقة أبو ديس - شرقي القدس، وما إن كتبت على الجدار: (غيتو أبو ديس يرحب بكم)، حتى ظهر الجنود وحرس حدود الاحتلال، وأخبروها أنها موقوفة بتهمة التحريض.
وأوضحت الفنانة البريطانية أنها تساءلت في محطة الشرطة عن موقع التحريض فيما فعلته، فأجابها الضابط هناك قائلاً: إذا كنت تقولين (غيتو)، فهذا يعني أنك تتهمينا بأننا نازيون، فأجابته ان ما كتبته هو ما يدور على أرض الواقع، إذا كنت تأخذ مجموعة من عشرات آلاف الناس، وتحاصرهم بجدار ارتفاعه تسعة أمتار، وتهدم كل إمكانية لديهم لإدارة حياة عادية، ماذا كنت تطلق على هذا الوضع سوى كلمة «غيتو»..؟؟
الجنود الإسرائيليون لا يكترثون ل«هدر دماء نشطاء السلام في فلسطين»:
ولم يكن الاعتقال والاهانات والشتائم هي الوسائل الوحيدة التي يقترفها الجنود الإسرائيليون بحق نشطاء السلام والمتطوعين الأجانب وحتى أعضاء المنظمات الدولية العاملة في فلسطين، لدرجة أن وصل الأمر بجنود الاحتلال إلى قتل نشطاء السلام بدم بارد، فقد كانت ناشطة السلام الأمريكية «راشيل كوري» هي ضحية من الضحايا الذين سقطوا على أرض مدينة رفح إلى الجنوب من قطاع غزة، حيث سحقتها أمشاط جرافة إسرائيلية قادها جندي إسرائيلي كان يريد هدم بيت فلسطيني في مخيم رفح.
وفي نهاية الأسبوع الماضي توفي ناشط السلام البريطاني (توم هرندل)، بعد صراع مع المرض حيث أمضى هرندال قبل استشهاده تسعة أشهر من الموت السريري اثر إصابته برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في رأسه في نيسان/ أبريل من العام 2003م.
وعلى هذا الصعيد أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية أن إسرائيل لن تسمح لمحققي (السكوتلاند يارد) بالمشاركة في التحقيق مع الجندي المتهم بإطلاق النار على ناشط السلام البريطاني (توم هرندل).
وحسب عائلة هرندل فإن الرفض الإسرائيلي لمشاركة محققين بريطانيين محاولة لطمس حقائق قتل ابنهم، الذي سقط عندما حاول بجسده، حماية مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين استهدفتهم نيران قوات الاحتلال في مخيم (يبنا) بمدينة رفح.. وكانت عائلة هرندل طالبت جيش الاحتلال الإسرائيلي بإدانة الجندي الذي أطلق النار بالقتل المتعمد، لأنه أطلق النار على هرندل وقتله من مسافة 150 متراً على الأقل، في وقت لم يشكل فيه أي خطر على الجندي.
وكان مصدر في الشرطة البريطانية قال مؤخراً: إن الشرطة قررت فتح تحقيق في مقتل ناشط السلام البريطاني توم هرندل، بنيران أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح، قبل تسعة أشهر.
يشار إلى أن جيش الاحتلال قد اعتقل الجندي القاتل قبل أسبوعين، ومدد اعتقاله حتى انتهاء الإجراءات القضائية ضده.. وتبين خلال التحقيق أن الجندي كان قد نفى خلال التحقيق الأولي قيامه بإطلاق النار على هرندل، وادعى انه رد على نيران فلسطينية زعم أنها أطلقت عليه، ثم تبين انه اقنع جنود الكتيبة، أيضاً، بالكذب ونفى مسئوليته عن قتل هرندل، وهي الحقيقة التي تكشفت لاحقا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved