* واشنطن الوكالات:
أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش في خطابه عن حالة الاتحاد امام الكونغرس ان الولايات المتحدة لن تطلب ابدا الاذن للدخول في حرب من أجل تأمين أمنها.
وقال ان «امريكا لن تطلب ابدا الاذن للدفاع عن امن مواطنيها».
وفي اشارة الى الحرب ضد نظام صدام حسين، قال بوش «منذ البدء سعت امريكا للحصول على دعم دولي للحرب في العراق وافغانستان وحصلنا على دعم واسع. هناك مع ذلك فرق بين تصرف تحالف مؤلف من عدة دول والتقيد باعتراضات مجموعة صغيرة «في اشارة الى فرنسا والمانيا وروسيا والصين التي عارضت الحرب على العراق».
وقال الرئيس الامريكي في خطابه الذي ألقاه مساء الثلاثاء الاربعاء (فجر الاربعاء بتوقيت الخليج) ان المقاومة العراقية لن تحول دون تسليم السلطة المزمع للعراقيين فيما طالب الشيعة بأن يكون لهم قول أكبر في مستقبلهم السياسي.
وقال بوش في كلمته وهو يعرض برنامجه في حملة اعادة انتخابه لتولي فترة ثانية «اننا نتعامل مع هؤلاء المجرمين (المقاتلين) في العراق مثلما تعاملنا مع النظام الشرير لصدام حسين».
وقال بوش ان الولايات المتحدة كانت على صواب عندما شنت الحرب على العراق وان العالم أصبح مكانا أكثر أمنا منذ الاطاحة بصدام في ابريل نيسان الماضي.
وأضاف بوش «لو لم نتحرك لاستمرت برامج الدكتاتور لاسلحة الدمار الشامل حتى هذا اليوم».
ورغم انه لم تعثر على اسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية منذ الاطاحة بصدام الا إنه قال ان خبير الاسلحة الامريكي ديفيد كاي كشف عن عشرات البرامج.
وكان بوش قد قال في كلمته عن حالة الاتحاد في العام الماضي قبل الغزو الذي قادته القوات الامريكية للعراق ان صدام يمتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية ويحاول صنع اسلحة نووية.
وأنحى بوش بالمسؤولية في الهجمات التي تشن ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة على «فلول مؤيدي صدام الخطيرين.. الذين انضم اليهم ارهابيون اجانب».
وقال بوش «هؤلاء القتلة.. يمثلون خطراً بالغاً ومستمراً. لكننا نحقق تقدما ضدهم».
وقال بوش وهو يقدم عدنان الباجة جي الرئيس الحالي لمجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة الى الكونجرس «ياسيدي .. امريكا تقف معكم ومع الشعب العراقي وانتم تبنون أمة حرة ومسالمة».
واضاف «العمل لبناء عراق جديد مهمة صعبة لكنها صحيحة».
وشدد الرئيس الامريكي من جانب آخر على الانجازات التي تحققت في مجال مكافحة الارهاب، مؤكدا ان التهديد الارهابي ما زال قائما في العالم وضد الولايات المتحدة.
ودعا بوش الذي يخوض حملة لاعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية في الاقتراع في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، الامريكيين الى الابتعاد عن الاوهام وان لم يستهدف اي اعتداءالارض الامريكية منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
وقال ان «28 شهرا مرت منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر اي اكثر من عامين ولم يقع اي هجوم على الارض الامريكية وهذا يغرينا بالتفكير ان الخطر اصبح وراءنا».
واضاف ان «هذا الامل مفهوم ومطمئن... لكنه خاطىء»، مؤكدا ان «الارهابيين ما زالوا يتآمرون على امريكا والعالم المتحضر».
وذكر بالاعتداءات التي وقعت في بالي وجاكرتا والدار البيضاء والرياض ومومباسا والقدس واسطنبول وبغداد.
واضاف «نحن نواجه خيارا (...) يمكننا السير قدما بثقة وتصميم او قد نلتفت الى الوهم الخطير بأن الارهابيين لا يتآمرون علينا والانظمة الخارجة عن القانون لا تشكل تهديدا لنا».
وتابع ان «مسؤوليتنا الكبرى هي الدفاع الفعلي عن الشعب الامريكي».
وبعد ان اعترف بان «بعض الامريكيين يشككون في اننا نخوض حربا حقيقية»، اكد انه منذاعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر لم يعد يكفي ارسال «مذكرات قضائية الى اعداء» الولايات المتحدة.
واضاف ان «الارهابيين الذين يدعمونهم اعلنوا الحرب على الولايات المتحدة وحصلوا على الحرب». وعدد النجاحات التي تحققت في الحرب ضد الارهاب وخصوصا ضد تنظيم القاعدة الذي اكد ان «حوالي ثلثي قادته اسروا او قتلوا».
واكد الرئيس الامريكي ان «آلاف العسكريين المؤهلين ويملكون التصميم يخوضون عملية مطاردة يلاحقون خلالها قتلة يختبئون في مدن او كهوف. سنقدمهم الى القضاء الواحد تلو الآخر».
ولم يلمح مباشرة الى مطاردة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي ما زال على قيد الحياة على ما يبدو بينما ينتقد المرشحون الديموقراطيون للانتخابات الرئاسية باستمرار فشل ادارة بوش في العثور عليه حتى الآن.
ودعا بوش الكونغرس الى تجديد قانوني مكافحة الارهاب (باترويت اكت) الذي اعتمد غداة اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر وتنتهي بعض مواده في نهاية 2005.
وقال «علينا الاستمرار في اعطاء الشرطة والعناصر المكلفين بالامن الداخلي الادوات التي يحتاجون اليها للدفاع عنا (...) واحد هذه الادوات هو القانون الذي يسمح بتقاسم افضل للمعلومات ومطاردة الارهابيين وتفكيك خلاياهم ومصادرة اموالهم».
وقد ارتبك بوش قليلا عندما تلا تصفيق حاد وغير متوقع تصريحه عن «انتهاء بعض العناصرالاساسية في قانون مكافحة الارهاب العام المقبل».
لكنه اكد بسرعة وقد بدا عليه الارتباك بشكل واضح ان «التهديد الارهابي لن يكون قد زال في هذا التاريخ. نحتاج الى هذا القانون الحيوي لحماية مواطنينا».
يذكر ان منظمات عديدة للدفاع عن الحريات تعارض بشدة القانون معتبرة انه يؤثر سلبا على احترام الحياة الخاصة والحقوق الفردية.
|