* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
كعادتها دائما تقدم المملكة العربية السعودية مبادراتها وجهودها لدفع وتطوير آليات العمل العربي لتحقيق التقدم والاستقرار وفي دفعة جديدة للعمل العربي ولتحريك الجمود الحاصل في عملية السلام واصلاح الوضع العربي ممثلا في تطوير الجامعة العربية جاءت زيارة معالي وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل لكل من مصر وسوريا حيث طرح وبحث من خلالها افكاراً ومقترحات لتطوير العمل العربي وعلى حسب وصف المراقبين بان الزيارة اعطت دفعة جديدة لمواصلة الجهود في سبيل تطوير الجامعة العربية وان هذه الافكار يتم بلورتها في صيغة مبادرة عربية جديدة تستند كما يؤكد المراقبون الى ثوابت المبادرة العربية التي تبنتها قمة بيروت من مقترحات لصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز.. ولأن المملكة العربية السعودية تحمل على عاتقها العمل على اقرار السلام والاستقرار في المنطقة وبذل الجهود لصالح الامة العربية والاسلامية وبلورة موقف عربي واضح يكون له نفوذه وتأثيره في المحافل الدولية والعالمية جاءت زيارة سعود الفيصل في اطار الاعداد الجيد للقمة العربية المقرر عقدها بتونس في مارس القادم.
وأكدت المباحثات التي أجراها في القاهرة ودمشق على اهمية التطوير والتحديث وبلورة موقف عربي قوي وواضح لا سيما في الفترة الحالية فقد حملت اجندة الفيصل اربعة ملفات مهمة تأتي في مقدتها اصلاح وتطوير الجامعة العربية وعرض الافكار والمقترحات على كل من الامين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري احمد ماهر وقبل ذلك كان قد التقى الرئيس حسني مبارك.
ويرى المراقبون ان الاتفاق على عدد من الافكار لتطوير الجامعة العربية بين كل من السعودية ومصر يمكنها ومعهما سوريا من الحصول على موافقة وتأييد من جانب القمة العربية خاصة ما يتعلق منها بتعزيز العمل الاقتصادي العربي والالتزام بتنفيذ القرارات الصادرة من مجلس الجامعة العربية ويضيف المراقبون ان زيارة الفيصل الى سوريا ثم الزيارة المقررة للامين العام للجامعة العربية الى سوريا ايضا من اجل التنسيق بين دول المحور الثلاثي الذهبي بما يؤهل لدفع الامور للامام وبلورة موقف واضح وقوي اما الملف الثاني وهو تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية فتؤكد المملكة تجاه هذا الملف حرصها المتجدد على طرح رؤيتها بخصوص السلام وذلك كما يتبدى من مواقف عديدة سابقة منها ما تم في قمة بيروت وفي شرم الشيخ وتأكيد المملكة على ضرورة التوصل الى حل سلمي عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وفيما يخص الملف العراقي نجد المملكة من اوائل الدول التي اكدت على اهمية سيادة واستقلال العراق وطالبت بسرعة تشكيل حكومة منتجة ووضع الدستور وحكم الشعب العراقي لنفسه وانهاء الاحتلال وهي المطالب التي تحقق للشعب العراقي سيادة على اراضيه لان المملكة ليست مع تفتيت وتجزئة اي بلد عربي لان التفتيت والتقسيم ينال من الامة العربية والاسلامية كلها وحيث ان الصراحة والوضوح من سمات السياسة السعودية يأتي التعامل مع الدعوة السورية لاستئناف السلام مع اسرائيل وفيما تبرز الاتجاهات السورية نحو اقامة السلام والاستقرار تزيد اسرائيل من تعنتها وشروطها بل وتهددها لذا جاء موقف المملكة مستغربا تهديدات اسرائيل لسوريا وقال الفيصل انه من الغريب ان يتم تهديد سوريا بعد استعدادها للتفاوض.
وفي اطار التشاور والتنسيق المستمرين بين المملكة وسوريا تؤكد المملكة على الحق السوري بعيدا عن المماطلات الاسرائيلية وتؤكد ان الطرف الاسرائيلي كان ولا يزال صاحب التحفظات والمماطلات التي تعوق عملية السلام.
ويرى المراقبون ان الدور السعودي يقوم على ارساء تقاليد اساسية هدفها تقدم الامة العربية والاسلامية وارساء التعامل بحكمة واتزان في ادارة العلاقات الدولية لذا جاءت زيارة الفيصل منسجمة مع التطورات الراهنة ونابعة من الدبلوماسية السعودية القائمة على الحكمه والاتزان في ظل توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
|