جلست إلى شاب يعمل في شركة خاصة، وسألته عن مدى ارتياحه في العمل وأبدى أنه في غاية الراحة لأنه مصدر رزقه ورزق عياله.
- وسألته عن قدر العلاوة التي تعطى له شهرياً.
قال: راتبي ثلاثة آلاف ريال منذ سبع سنوات، لم يزد ولم ينقص والحمد لله!!
قلت: سبع سنوات بلا علاوة؟
قال: نعم... وزميلي فلان له تسع سنوات بلا علاوة.
هنا وقفت كثيراً أمام ظلم البشر للبشر، فالذي نعرفه أن أية مؤسسة أو شركة سواء أكانت أهلية أو خاصة، لا بد أن يكون لها سلم رواتب للعاملين لديها، وفي السلم علاوة سنوية لمن حصل على تقدير يؤهله لتلك العلاوة، لأن نظام العمل والعمال يحرص على ذلك.
وقد سألت الشاب: لماذا لم تحصلوا على العلاوة، وأنتم لكم كل تلك السنوات؟
ثم لماذا لم ترفعوا أمركم إلى وزارة العمل لحل مشكلتكم مع الشركة؟
قال: نحن نخاف من صاحب الشركة أن يطردنا، لأنه قال لنا: لا علاوة لمن يتوظف لدينا، ومن يرد علاوة أو زيادة فليتفضل ويترك الوظيفة. ثم نحن لم نقدم تظلماً لأننا لو تقدمنا بذلك لحسبها شكوى ضده ثم طردنا، ونحن عندنا أسر نعيلها من هذا الراتب الضئيل، فوجود شيء خير من لا شيء.
هنا تبرز أسئلة كثيرة وموجعة أيضاً، منها:
- ألم يؤد هؤلاء الشباب السعوديون عملهم على أكمل وجه؟
- ألم تجن الشركة الخاصة تلك من جهدهم الشيء الكثير الذي يلحظه كل متعامل معها؟ فلماذا يستأثر به صاحب الشركة وأسرته ولا ينال من تعبوا من أجلهم شيئا ولو علاوة ضئيلة في السنة؟
- ألم يعالج نظام العمل والعمال تلك النقطة، ثم إنه هناك ما يسمى كادر العاملين لدى أية مؤسسة ليكون الحكم بين العاملين والشركة أو المؤسسة؟
- ثم إذا قدمت لك عملاً متقناً وجهداً، ألا يحق لي طلب الزيادة، وإذا طالبت بها فلماذا تفصلني؟
- ثم إذا تظلم هؤلاء الشباب من شركتهم، وقامت الشركة بفصلهم لأنهم تظلموا فمن يحميهم؟
أسئلة كثيرة وموجعة عند التطبيق، لكنها على الورق فقط!!
بقي أيضا أن أهمس في أذن صاحب كل شركة تثري على حساب جهد وعرق أبنائنا الذين يبحثون عن لقمة العيش الحلال والكرامة في بلدهم أن يكونوا لهم كالآباء، لا أن يهضموهم حقهم لأنهم محتاجون ومضطرون للسكوت خوفاً من قطع الأرزاق.
فهل من خلق المسلم النقي التقي ومن شهامة العربي الأبي أن يعامل المضطرين الذين رماهم الدهر بين أحضانه هكذا؟
اتقوا الله يا أصحاب الملايين في أبنائنا الذين تعرق وجوههم حياء وخوفاً على مستقبل أسرهم ولا تظلموهم بهذا الشكل الفج... والله خير الحاكمين.
فاكس: 2372911
|