لست وحدي الذي هاله أمر الطلاب أثناء أيام الاختبارات وما ينتابهم من الهستيريا والفوضى في التصرفات والسلوك أمام مطاعم الكبدة والوجبات السريعة صباحاً بعد أن ينهوا وقت الاختبار، فتراهم في تجمعات صغيرة وبأعمار غالباً متقاربة يفرغون كل طاقاتهم ونشاطهم الجسماني بالتزود بطاقة مضاعفة وذلك بالتهام ما أمكن من الفطائر بالشطة والحلويات المفعمة بالنكهات والطعم متعدد المذاق، وبالطبع فإن مشتقات الكاكاو ستكون لها الأولوية في الازدزاد الأمر الذي لابد أن يتخم المعدة فتذهب الفطنة، ويعبث بمستوى أنزيمات المعدة والكبد ويخل بانتاج البنكرياس وضبطه لنسبة السكر بالدم فتجتمع كل هذه التناقضات لتوحي للمخ والمخيخ أن الوضع يتطلب إصدار أوامر لأعضاء الجسم بما فيها اللسان والجوارح لاقتراف تصرفات وأفعال خارجة عن المألوف، لكن لماذا أيام الاختبارات بالذات أهو تفريغ لمكنونات نفسية من تراكمات المذاكرة، أم ابتهاج استباقي بالعطلة الربيعية المتزامنة مع العيد؟ فالمناسبة اذن مزوجة وتستحق في نظر الفتيان مزيداً من المرح، نعم المرح والبهجة من سمة الانسان ولكن يجب أن تكون منضبطة عقلانية، هذا ان صدق حدسي بالفكرة السابقة، غير اني أخشى ان يكون للأمر ارتباط بنفور من المدرسة ومبناها وأسلوب تعامل المعلمين مع فتية بهذه المرحلة العمرانية، فإن كان هذا الظن قريباً من الواقع فالمأمول من أهل الاختصاص النظر في المسألة ولو على مراحل متمهلة.
|