هناك منطق يقول: إن الحياة تتطور ونحن نتطور معها. وهناك منطق آخر يرى أن المرأة تلعب دوراً أساسيًّا في تطوير الحياة، وكلما تطورت الحياة فإن هذا التطور يفرض علينا الكثير من الأعباء، سواء كان ذلك نحو مجتمعنا أو نحو أنفسنا أو تجاه أُسَرِنَا التي نحن مسؤولون عنها.
فما هو دور المرأة في تطوير الحياة؟
أولاً: على المرأة إسعاد أسرتها وتنظيمها، وتنظيم الأسرة يبدأ من التقليل من الإنجاب لتستطيع أن تأخذ الفرصة في حسن تربية أطفالها والمحافظة على صحتهم ونظافتهم. وهذه نقطة مهمة؛ حيث النظافة هي الطريق إلى الصحة، وتربية طفلين أو ثلاثة تختلف عن تربية ستة أو سبعة أطفال، هم في حاجة إلى تربية وتعليم وعلاج وغير ذلك من متطلبات الحياة.
نعم، الله هو الرزاق، وسوف يتكفل بهم ربهم، ولكن ما معنى أن تكون المرأة كالأرنب تُخَلِّف بلا حدود، وهذا كما تعلمون إرهاق للمرأة من حيث الحمل والإنجاب؛ لأنها تتعرض للشيخوخة المبكرة، فالإنسان يحلم بمستقبل عريض مليئ بالسعادة والراحة، وأطفالنا نريد لهم حياة هنيئة مريحة خالية من متاعب الديون التي ترهق الإنسان، ومتاعب الحمل والولادة والتربية التي ترهق المرأة. فلا شك أن أهم مشاكل الحياة كثرة الإنجاب؛ حيث ينقلب البيت إلى خلية نحل، وتسمع الصراخ مع زعيق أمهم، الأمر الذي يدفع الأب إلى الزواج بأخرى طلباً للراحة وهدوء الأعصاب المفقودة في ذلك المنزل، وهرباً من الواقع، وبهذا تقع الكارثة على المرأة المسكينة وعلى الأطفال الأبرياء.
والرجل هو وحظه، إن وجد امرأة تسعى لراحته وهدوئه فينسى زوجته الأولى وأطفاله، وإلا أصبح بين نارين، وأصبحت أم الأطفال تكابد وتجاهد مع أطفالها، وأفنت شبابها بين الصراخ والعويل. وفي رأيي، لو أن الزوجة اتفقت مع الزوج على تحديد النسل لوفَّرت لنفسها حياة سعيدة في مجتمعها وبين أسرتها.
|