غادر طوكيو في الساعة الثالثة من صباح أمس جلالة الملك فيصل متوجهاً إلى سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء زيارة جلالته الرسمية لليابان التي استغرقت ستة أيام بعد أن فتحت هذه الزيارة صفحة جديدة في سجل التعاون المثمر البنَّاء بين البلدين والشعبين الصديقين.
وقد جرى احتفال وداعي كبير لجلالة الملك المعظم والوفد المرافق له، وكان على رأس المودِّعين جلالة الإمبراطور هيروهيتو إمبراطور اليابان، وسمو ولي العهد الياباني وكبار المسؤولين اليابانيين.
وستستمر رحلة جلالة الملك فيصل من طوكيو إلى سان فرانسيسكو تسع ساعات متواصلة. هذا وقد تابعت إذاعات المملكة العربية السعودية من الرياض والدمام وجدة برامجها حتى وقت متأخر من صباح اليوم؛ حيث نقلت مباشرة مراسم وداع جلالته في مطار طوكيو.
وفي نبأ لوكالة الأنباء السعودية من طوكيو أن جلالة الملك فيصل تحدث إلى الشعب الياباني في مقابلة تلفزيونية أجرتها مع جلالته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية وشاهدها ملايين المواطنين اليابانيين، وقد استهل جلالته حديثه بالشكر والتقدير لما لاقاه من حسن استقبال في هذا البلد الصديق، ورحب جلالته بالتعاون الاقتصادي بين المملكة من جهة وبين اليابان من جهة أخرى، وأكَّد أن هذا التعاون يسير في طريقه المرسوم، كما أن النتائج على ضوء الدراسات والأبحاث ستكون مثمرة بإذن الله. وتحدث جلالته عن أزمة الشرق الأوسط والعدوان الإسرائيلي على الدول العربية وأطماع الصهيونية في التوسع على حساب الأمة العربية وتشريد أبنائها، وقال جلالته: إن الاعتداء الصهيوني على العرب ليس جديداً، ولكنه قائم منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً. وأشار جلالته إلى أنه منذ قيام ما يُسمَّى بدولة إسرائيل لم يحدث أن اعتدى عليها العرب، ولكنها دائماً كانت هي المعتدية. وأضاف جلالته قائلاً: إن إسرائيل لم ترضخ لمطالبة العالم والأمم المتحدة لها بالعودة إلى ما كانت عليه الحال قبل عدوان يونيو عام 67، وهذا ما يؤكد رغبة إسرائيل في التوسع، ويعطي الفرصة لأي معتد أن يستفيد من عدوانه، وينتج من ذلك مشاكل واضطرابات في العالم إذا لم يُوقف المعتدي عند حدِّه.
وردًّا على سؤال لمندوب هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن خطة بناء المملكة في مجال التعليم وأخذها بوسائل الحضارة الحديثة، قال جلالته: إن التعليم هو أحد الأسس المهمة في نهضة أي بلد، وإن المملكة العربية السعودية تُولي التعليم أكبر اهتمامها، كما أن خطة التنمية في المملكة تشمل البناء الاجتماعي والاقتصادي. وتحدث جلالته عن انطباعاته بهذه الزيارة، فقال: إن انطباعاتنا تسرُّ من جميع النواحي، وإن الحديث عن عمق العلاقات والصداقة التي تربط بين بلدينا شيء لا يحتاج إلى إيضاح، ولقد رأينا ولمسنا في هذه البلاد تقدماً ورقيًّا واتجاهاً يبعث على الاطمئنان. وأكد جلالته أن المملكة العربية السعودية على استعداد للتعاون مع اليابان إلى أقصى حد، خاصة في المجال الاقتصادي. هذا، وقد أُذيع حديث جلالته إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية في الساعة السابعة والنصف من مساء أمس بتوقيت طوكيو. هذا، وكان جلالته قد أقام في الساعة السابعة والنصف من مساء أمس الاثنين بتوقيت اليابان حفل عشاء على شرف صاحب الجلالة الإمبراطور هيروهيتو إمبراطور اليابان والإمبراطورة، حضرها سمو ولي عهد اليابان إيساكو ساتو وكبار المسؤولين اليابانيين الرسميين وأعضاء السلك السياسي لدى اليابان. وقد ألقى سعادة الشيخ كنعان الخطيب المستشار بوزارة الإعلام قصيدة في الحفل أشاد فيها بالصداقة القائمة بين البلدين.
|