لقد تطورت حياة أفراد المجتمع السعودي بصورة عاجلة لم يشهد التاريخ الحضاري المعاصر مثلها.. حيث انقلب أفراده من مزارعين وعاملين وبداة إلى أصحاب تجارة وأفكار ونماء.. وأصبحت الكماليات في الماضي ضروريات في الحاضر.. ولم تعد مسؤولية الأم والأب تنحصر في تأمين الغذاء والكساء فقط, بل أصبحا يعانيان من اختيار الأساليب الحديثة في التربية والتهذيب والتوجيه والمعاملة.. مما يرهقها نفسيا..
لهذا كله لابد من مواجهة علاجية حتى لا يعجزان عن تأدية كل ما هو مطلوب منهما من بذل مادي وتوجيه معنوي..
وكمجتمع لامست حياته الحضارة والعلم أدرك بوعيه الوسائل العلاجية.. قد ادركت الزوجة اما عن طريق معرفتها العلمية أو بفطرتها السليمة ضرورة استعمال الوسائل الوقائية ضد تكاثر النسل واستطاعت بتفاهمها مع شريكها المخلص ان تتحكم في الإنجاب.. فالموانع الطبية التي كانت موضع ريبة من أفراد المجتمع قد الفوا اليوم استعمالها وشعروا بفوائدها وحققوا نجاحا في وقت الإنجاب.. وهذه ولا شك بادرة وعي جديد واسهام في تحقيق مستوى معقول من الحياة الرتيبة.. وفيه أيضاً وقاية لما تتعرض له المرأة من أمراض وضعف في حالة كثرة الإنجاب.. فالمبلغ الذي ينفق على خمسة أشخاص مثلاً عوضا عن عشرة يؤدي إلى رفع مستوى الفرد وبالتالي إلى رفع مستوى المجتمع.
|
