البارحة ما أمرحت عدّي على نار
والنّار شبّوها بصدري عيالي
في حضرة الشيطان صار الذي صار
لا عاده الله ساعة الشّر تالي
اللي هفا واللي حبيسٍ للأسوار
وقمت أتجرّع مرّهم يا رجالي
وضاق الفضا بالعين لا نجوم لا أقمار
ولا الشمس شمس ولا الظلال الظلالي
يالله يا باعث حيا القاع بأمطار
يا باعث الأموات تلطف بحالي
حال الذي تنخى صليبين الأشوار
هل اللّحيسه فزعتني يا خوالي
أنتم هل المعروف والعفو وجوار
ستر العذارى لا بسات الجلالي
يا ما عطيتوا من حلال ودينار
ويا ما كسبتوا من علوم جزالي
ويا ما بكم طالوا قصيرين الأشبار
ويا ما احتملتوا من حمول ثقالي
والله ثم والله والله يا الجار
إنّه علي يا الخال مثل الجبالي
ساعة لفاني علم قصّاف الأعمار
ضاقت علي فجوجها والسهالي
يا ليت قبل اسمع بما صار ينهار
حذري عزاز الأرض وأدفن لحالي
واليوم حال الحول بأحوال حدار
حيلي قضى والقلب صابه جفالي
والعين تذرف دمعها مثل الأنهار
الله لا يبلى بنات الحلالي
وإن كان ما لقيت لي أي تعبار
فالهقوة إني محريه بالزوالي
ولا لي سوى معمي عيون لكفَّار
يبون من بالغار وشافوه خالي
يارب تجبر خاطري منك بأخبار
وتجبر عزا أم اللي فقدناه غالي
أنت الرجا يا رازق خمص الأطيار
وأنت الملاذ وبك عقدت الحبالي
يا الظاهر الباطن ويا النافع الضّار
الملك ملكك والولد والحلالي
ولا اعترض على القضاء لو به أمرار
أسأله يلطف ثم يعطف ويالي
وصلّوا على المختار رحمه للأعمار
المصطفى من عند رب الجلالي