Wednesday 21st January,200411437العددالاربعاء 29 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
كن من المحدِّثين بالنَّعم!!
د. خيرية السقاف

«كن مبدعاً»...
لا أحسب أنَّني سوف أكون بهذا التَّحريض متجاوزة إلى «الأفاضل» علماء النَّفس
إذ يبدو أنَّ وحدهم من يحسب الحديث في هذا الشَّأن خاصاً به...
غير أنَّني انطلاقاً من الإيمان المطلق بأنَّ الخالق العظيم الذي خلق فأحسن خلقه، لم يبخل بمنح الإنسان سمات وقدرات من حيث النَّوعية تتشابه وإن اختلفت في الكمية و«الذَّاتية» وأعني بالذَّاتية هي «خصوصية» تحدث للإنسان حين يكون واعياً بهذه القدرات التي منحها له اللَّه تعالى، مقدِّراً لها، فيحرص على تنميتها، وتغذيتها، وإظهارها، والعمل بها، كي تغدو ظاهرة النَّتائج، فتوسم به، وتختصُّ له، فيجدها أمراً ذاتياً...، ولعلَّ الحديث بنعمة اللَّه تعالى هو ضربٌ من العمل بما وهبَ الإنسانَ، وخصَّه، وبما كرَّمه من نعمةٍ عظيمةٍ هي نعمة «العقل»، الذي مايز به بين الإنسان وسواه من مخلوقاته المدهشة...، بالغة التَّعقيد، وبالغة التَّعبير عن إلهٍ واحدٍ، قادرٍ، عظيمٍ، خالقٍ مبدعٍ، كريمٍ.
«فكن مبدعاً» دعوة لأن ينقَّب الإنسان فيه عمَّا منحه اللَّه تعالى، فلا يقعدنَّ محسوراً كلَّما رأى سواه يعمل، ويبتكر، وينتج، وينجح، فذلك عرف كيف يستغلُّ هباتِ اللَّه تعالى فيه، وهذا نسيها، أو تجاهلها، أو لم يُعْمل عقله في البحث عنها فيه، وبذلك تخمد داخله، وتضمحل، ومن ثمَّ قد يتخلَّف عمَّن أفاد ممَّا منحه اللَّه مثله يحسب أنَّه خلو من مثلها من السِّمات والقدرات التي لدى سواه، وهو بذلك يُنكر نعم اللَّه تعالى فيه له.
«فكن مبدعاً» يعني: أن تتلمَّس ما فيك من السِّمات والقدرات قليلَها ونوعَها، أو كثيَرها وقدْرَها...، وتعمل بما مُنحتَ منها، كي يكون لك ما لغيرك من النَّجاح، والدَّور، والتَّحديث بنعم اللَّه فيك، وإن تفاوت الحجم، وتنوَّعت القُدرات، فتنوعَ عطاؤكَ وفق ذلك.
فما يقول على الأقل المختصُّون النَّفسانيون ممَّن أعرف؟!
أصبتُ، أم جانبتُ؟!
فاللَّهم أَلهم النَّاسَ أن يتعرَّفوا نعمَكَ فيهم، كي لا يضيعَ زمنُهم في حسراتٍ،
فلا هم مع الرَّكب، ولا هم في منأى عن المجتمع...
ومثل هؤلاء عبءً في الحالتين كبير!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved