Wednesday 21st January,200411437العددالاربعاء 29 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
دموع امرأة!
فاطمة العتيبي

لماذا تظل أقسام الكليات تدرس وتبحث.. وتأخذ من ميزانية التعليم الشيء الكثير وهي في النهاية لا تنجح في شيء إلا في تعبئة البيوت بالفتيات المحبطات.
** لماذا لا تعالج هذه الأقسام بطريقة أو بأخرى وتتحوَّل إلى أي شيء إلا أنها تستقبل الطالبات وتخرّجهن نحو البيوت.
هناك من يرى أن تعليم الطالبة في حد ذاته مكسب وتهيئة لها كزوجة وأم.
وأنا أقول ما الفائدة التي تجدها طالبة تدرس الجغرافيا مثلاً أربع سنوات لتخرج فيما بعد لا تجد وظيفة.
وما هو حجم تأثير دراسة الجغرافيا على تشكيل سماتها كزوجة وأم.
الإرهاق المادي والبشري الذي تمثِّله مثل هذه الأقسام لا يعكس التوجه الرشيد لسياسات الوطن المبنية على الترشيد.
** حتى لو بقيت هذه الأقسام فلا بد أن تكون وفق أطر ضيقة جداً فقط إذا كنا مصرين على ألا تنقرض هذه العلوم.. ممكن أن تبقى ولكن ليس كقاسم مشترك في كل كلية.. أنا ضربت مثالاً بالجغرافيا لكن أنتم وأنا ندرك كم هي الأقسام التي انتهت صلاحيتها لأن سوق العمل لا يطلبها.. وبالإمكان إغلاقها واستبدالها بأقسام أخرى أكثر أهمية.. وإبقاؤها في بعض الكليات ومن أرادها فليسافر لها.. لكن ما الفائدة أن نجعل من هذه الأقسام أشبه ما تكون بالبقالات التي تعبأ رفوفها بالبضائع التي لا يستهلكها أحد لأن المدينة خالية من البشر؟!
** خريجات الأقسام النظرية حزينات جداً.. ونادمات على ما فاتهن.. وهن الآن يفتحن أدراجهن المغلقة على شهاداتهن ليبكين في جنح الليل بكاء مراً على الأحلام الضاجة والطموحات الباهظة التي تاهت في صحار لا يزورها أحد.
** هاتفتني قبل أيام فتاة سعودية عمرها 27 سنة تبكي بحرقة.. حتى أربكتني وجعلتني أتناثر شعثاً.. إذ لصوت العبرات نشيج يشبه الموت البطيء..
كنت في ذاك الصباح أنقر على لوحة «الكيبورد» وأركض حول العالم مثل فراشة..
أقرأ.. وابتسم.. وأغضب.. وأشعر بالشجن..
وأبخرة «الناسكافيه» تحيطني.. وتدور في مخيلتي آلاف الأسئلة..
** بعثرتني دموع الفتاة من الوريد إلى الوريد..
إنها لا تريد شيئاً مستحيلاً..
وتشعر أنها تطلب بعد أن أوصدت الأبواب..
أريد أن أعمل أي شيء.. أي شيء.. المهم أن أخرج أسرتي من ضائقتهم المالية.. فأنا خريجة جغرافيا منذ خمس سنوات ولم يشفع لي ذلك بأي وظيفة..
** أن يتسوَّل الشبان والشابات العمل في بلد نامٍ مثل بلادنا فذلك يشي بمعضلة حقيقية لم نواجهها بعد كما تستحق خاصة فيما يتعلق بالفتيات، إذ ليس كلهن سيعثرن على فرصة زواج تنقذهن من الجوع والإحباط!!

فاكس 4530922


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved