Wednesday 21st January,200411437العددالاربعاء 29 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدبلوماسية في السويد ترتجف الدبلوماسية في السويد ترتجف
سفير إسرائيل قطع أسلاك الكهرباء المتصلة بالعمل الفني وألقى مصباحاً كهربائياً في الحوض

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أقدم السفير الإسرائيلي المعتمد لدى السويد (تسفي مازئيل)، يوم الجمعة الماضي على تدمير عمل فني عرض في المتحف التاريخي في ستوكهولم، لأنه يحمل صورة الفدائية الفلسطينية المحامية، هنادي جرادات، منفذة العملية الفدائية في مطعم مكسيم، في مدينة حيفا، التي قتل فيها (21 إسرائيلياً) وأصيب العشرات.
وكان السفير الإسرائيلي من بين المدعوين لحضور افتتاح المعرض المقام في المتحف التاريخي، بمناسبة انعقاد مؤتمر دولي عن الإبادة الجماعية، في ستوكهولم.
ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعقيباً رسمياً على الحادث، هددت فيه بمقاطعة المؤتمر إذا تواصل عرض ما أسمته «العمل الشنيع»، حسب وصف الوزارة.
وجاء في البيان: لقد التزمت الحكومة السويدية بعدم الربط بين المؤتمر الخاص بإبادة شعب والصراع الدائر في الشرق الأوسط، ولذلك يشكل هذا العمل الذي عرض في المعرض خرقاً فظاً لهذه التفاهمات.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها تصر على إزالة هذا العمل من المعرض وإلا ستعيد النظر في مسألة مشاركتها في المؤتمر.
. ويتكون العمل الفني، الذي عنوانه (بيضاء الثلج وجنون الحقيقة)، من حوض مستطيل مملوء بسائل أحمر يطفو فوقه قارب يحمل صورة للفدائية هنادي جرادات، التي استشهدت بعد أن فجرت نفسها وقتلت و21 إسرائيليا في العملية الفدائية التي نفذتها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي أول العرض قام السفير الإسرائيلي لدى السويد بشكل غاضب بنزع وتقطيع أسلاك الكهرباء المتصلة بالعمل الفني وألقى مصباحا كهربائيا في الحوض، معتبرا أن هذا العمل لم يكن عملاً فنياً.. ووصفه بأنه أمر فظيع.. كان تحريفاً مشيناً للواقع..!!
وعلى الفور طلب (كريستيان بيرج)، مدير المتحف من السفير الإسرائيلي أن يترك مبنى المتحف إذا لم يعجبه الأمر.. وقامت الخارجية السويدية باستدعاء السفير مازئيل كي يفسر تصرفاته.
هذا وقال السفير الإسرائيلي لدى السويد في حديث صحفي لوسائل الإعلام الإسرائيلية، معقبا على ما صدر منه: إنه عندما وقف وزوجته أمام العمل الفني الذي تظهر فيه هنادي جرادات، منفذة العملية (الانتحارية) في مطعم «مكسيم» في حيفا، بدأنا نرجف.
ويقول السفير الإسرائيلي مبررا فعلته هذه: كل ما قمت به هو أنني قطعت الأسلاك الكهربائية التي كانت موصلة بالمصابيح التي أضاءت العمل الفني.. لقد سقط أحد المصابيح، ربما حدث ذلك بطريق الخطأ، لا يوجد ما يمكن إتلافه لقد سقط في بركة المياه.. كل ما فعلته هو أنني أطفأت الضوء.
وأضاف السفير الإسرائيلي: يشكل هذا الحدث جزءا من سلسلة حوادث صعبة ومعادية لإسرائيل والحكومة الإسرائيلية.. يعيش هناك (400 ألف مسلم) من أصل تسعة ملايين نسمة، ولديهم تنظيمات تتعاون مع تيارات اليسار هناك، بما في ذلك مع أوساط في الحزب الحاكم..، فرئيس قسم الشبيبة في الحزب الحاكم على سبيل المثال، هو مسلم من إيران.. هذا الحدث يعد جزءا من حملة معادية ضدنا تشمل تشويه حقائق بخصوص ما يحدث في المناطق الفلسطينية.
وعندما قيل للسفير: إن الشخص الذي يقف وراء العمل الفني هو إسرائيلي يعيش في السويد، فرد قائلا: هذا الإسرائيلي هو من المتطرفين، إنه يقضي معظم وقته في كتابة مقالات ضد إسرائيل ويردد شعار إسرائيل (أبارتهايد).
وعندما وجه إليه سؤال حول شعوره عندما شاهد العمل الفني، أجاب: عندما دخلت بصحبة زوجتي إلى المعرض شاهدنا البركة المليئة بالدم، ومنفذة العملية تطوف فوق الأمواج الحمر وعلى وجهها تظهر تلك الابتسامة.. لقد بدأت أنا وزوجتي نرجف.. كذلك فقد ظهر على الجدار نص مكتوب يبرر تنفيذ العملية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved