تشهد حياتنا المعاصرة تحولات كبيرة بشكل سريع تجعلنا ننسى النتائج التي نقدم عليها. وهو ما يستدعي منا أن نلتفت إلى ما قد تؤدي إليه ونفحصه جيداً حتى لا تكون ذات تأثيرات سلبية.
ان السير في اتجاه تصاعدي مدروس هو أمر مطلوب يعين على وضوح الرؤية واستشراف المستقبل الذي نرجوه ونأمله، وهناك شروط يفترض التقيد بها من أهمها التمسك بالثوابت التي ترتبط بعقيدتنا ولا تخل بالقيم والأخلاق التي تتصل بها.
ولا شك ان التغيير نحو الأفضل، أمر مطلوب بل هو حتمي شريطة ان يكون متسقاً ومتناسباً مع سلوكيات حميدة تصمد في مواجهة ما يعج به عالم اليوم من سلبيات كثيرة تفرزها وسائل الاعلام المتفلته التي تدفع الإنسان نحو تقليد ثقافات اجنبية غريبة. وتنتهي به إلى الانسلاخ عن قيمه وعاداته الحميدة التي استقاها من الموروث الاخلاقي المميز للإنسان العربي المسلم.
ان التحول الطبيعي المتدرج هو المطلب الذي يجب ان نحرص عليه دون أن نسير في طريق مفروض لا يتفق مع عقيدتنا والظواهر الإيجابية من عاداتنا وتقاليدنا الحميدة.
وكمثال على متطلبات التغييرات التي يجب ان نأخذ بها: النظر في المنظومة التعليمية بأكملها ودراستها دراسة متأنية، والبحث في نواحي الضعف فيها، واستبدالها بما يجعل منها عاملاً يؤدي إلى الانخراط في عالم اليوم والإسهام في تطوره وبنائه. وان لا يكون مطلب التغيير جزئياً انتقائياً يتركز على شبهات تثيرها وسائل الإعلام الغربية ووسائل الإعلام العربية التي تردد دون وعي اطروحات الغرب الهادفة في مجملها إلى تدمير البنى العقدية والأخلاقية لشعوب الأرض كافة وصهرها في بوتقته.
فالحديث عن تغيير المناهج وفق طروحات تعميمية غير واضحة قد يؤدي إلى خلخلة مدمرة، لأن المنهج يبنى على ركائز كثيرة تحمل خصوصيات الشعوب العقائدية وإرثها الثقافي، ثم ان تغيير المناهج وحدها لا يعد وسيلة محمودة مؤثرة اذا تسببت في عزله عن تغيير نمطية العملية التعليمية نفسها، والعملية التعليمية هي حاصل اشياء كثيرة منها تطوير طرق التدريس والاستفادة من معطيات العصر التقنية ووسائل الايضاح وتوفير المعلومات واتاحتها والتدريب على سبل الوصول إليها، وهي الأهم لأنها المنفذ إلى رفع مستوى التعليم.
|