يا دكتور:
لقد عهدتك طبيبا تضمد جراح الابرياء، وتحيطهم بسياج عطفك وخلقك الرحب الذي ألفناه منذ اكثر من ربع قرن، ثم سرعان ما عرفنا فيك الطبيب الانسان الذي استقى انسانيته من معدن اصيل خالص نسميه الادب الخالص.. فكنت الطبيب الاديب الذي يعالج قضايا الروح والجسد، ويكيف مهنة الانسانية بشعور الفهم والادراك بحقيقة الطب، وحقيقة المعاملة اللطيفة التي استطعت بها غزو جموع المواطنين الذين كانوا يتمنون لو كنت سعوديا يعيش في وسط سعودي يقابل بهالة من الحب والاكبار.
وتدور الايام دورتها، فيتحقق حلم المواطنين ويصبح الدكتور حسني الطاهر سعوديا يشار اليه ببنان الاعجاب والاكبار.
وأهلا بك مواطنا وطبيبا سعوديا على مر الايام.
وأهلا بك رائدا من رواد الادب السعودي الذي يفخر ويعتد بك وبأمثالك النبلاء الذين عرفهم تاريخ الطب في هذا البلد العظيم.. وأشاد بهم عهد الأدب في هذا العهد الزاهر.
وانك يا دكتور من الرجال القلائل الذين يفيضون على امتهم الوانا من الشعور والإيمان الصادقين، حيث كانت وما زلت الانسان المثالي الذي يفكر فيما يعمل لا من يفكر في كيف يعمل، وقد عملت بدافع من اسلامك وعروبتك الاصيلة.
عملت في مجالين عظيمين بروح الانسان المؤمن وبكفاية الرجل الفذ الذي يمتلىء شعورا بالحياة وما حولها.
فمرحى ثم مرحى لهذا الروح الأبي.. والشهامة والنبل العربي.
مرحى بالطبيب والاديب السعودي.. ومرحى بالدكتور حسني الطاهر.
واخيرا.. وليس آخرا:
لقد اعجبني يا دكتور مقالك (أتريد أن تكون كاتبا أديبا؟) أعجبني فيه استدلالك وأمثلتك الرائعة المقتبسة من محكم التنزيل، ومن قول سيد الخلق، ثم أقوال جهابذة الفكر والبيان.. الى جانب سوانحك وحكمك الغوالي وأفكارك الثاقبة التي جاد بها يراعك السيال.
لقد كنت يا دكتور موفقا كل التوفيق فيما ذهبت اليه من آراء سديدة أصبت بها كبد الحقيقة وذلك حين تقول: (ان الحياة كلها بخيرها وشرها وحسنها وقيمها ميدان الكاتب الاديب).
وأجمل من ذلك قولك:
(وهكذا نجد الاديب في كل ركن من أركان الحياة يرسم ويصور ويوجه مترجما احلام الانسان واشواقه واصفا رضاه وسخطه ليصنع العقل الجديد والمفهوم الجديد والاحساس الجديد، ان الاديب يحدث أهل جيله عن الفجر الذي يريد أن يبزغ).
مرحى لهذا النفس العالي، والشعور الدافق والاحساس العميق.. مرحى لهذه الظاهرة المجيدة من أدبنا الجديد.
الأدب الذي يؤثر ويحرك ويقود ثم يرتفع بمستوى الحياة الى جو كله أمل وازدهار، وكله وعي واشراق.
انه أدب الدكتور العربي الاصيل الذي شاءت عروبته ان توجد جواً قرائياً يتسابق فيه شباب الجيل الى أدب الزعامة والخلق الرحب.. وحقا انه موضوع الساعة، ومجال الشباب الواعي ليدرك كيف يجب أن يكون كاتباً أديبا.
والى الملتقى يا سيدي الدكتور.
|