إلى الآن لم نستطع أن نتوصل إلى حل قاطع في قضية غلاء المهور، فبعد أن تعرضنا إليها في العدد الماضي واذ بكثير من الرسائل تردنا من البكيرية ومن حائل ومن الرياض.. سأنشر اليوم بعضا منها وفي عدد آخر سأنشر الباقي إن شاء الله.
وفي الحقيقة اذا اطلعنا على هذه الرسائل مجتمعة لاستطعنا أن نحدد المشكلة وأدركنا ان مجتمعنا بلا شك ينقسم إلى قسمين: قسم يدرك من الحياة مفاهيمها الحديثة ولا يحدد أبدا قيمة المهر ويعتبر الزواج شركة تفاهم وسعادة وليس تجارة بيع وشراء ولكن وللأسف بأن هذا القسم على حسب ما اتضح لي من الرسائل قليل وهو بلا شك يتمثل في الأسر الواعية المتعلمة التي أدركت قيمة الحياة واتعظت من التجارب الجمة وأدركت أن الحياة أخذ وعطاء وليست أخذاً فقط.
أما القسم الثاني فهو الذي يتمسك بالعادات البالية ويتباهى بغلاء مهر ابنته وهو بلا سَّك ينتشر بين الأسرة الأقل وعيا وتعليما وهو وللأسف الأكثر انتشارا في مجتمعنا.
وبما أن مجتمعنا ولله الحمد سائر في طريق التعليم والثقافة فلا شك بأن هذه العادات ستنقرض بعد عشر سنوات على الأكثر فالشباب الذي يتضايق اليوم من غلاء المهر لا أظن انه سيطلب في المستقبل مهرا غاليا لابنته.
اما بالنسبة لشباب اليوم الذين يرغبون في الزواج ماذا يضنعون؟؟ هل ينتظرون عشر سنوات حتى تتطور جميع العقول؟ ولكن هذا غير ممكن فما العمل اذن؟.
فليس على هؤلاء الشباب إلا التقدم الى الاسر الواعية والعزوف نهائيا عن الأسر الواعية والعزوف نهائياً عن الأسر التي تمسك بغلاء المهور لعل في ذلك عبرة لمن يعتبر.
| 
