** وأعضاء شرف الهلال يجتمعون مساء اليوم بعد غياب طويل سيكون أمامهم العديد من المسؤوليات الجسيمة لترتيب مستقبل الفريق الهلالي ووضع الأسس الكفيلة باستمراره زعيماً للكرة السعودية.. فالجماهير الهلالية تنتظر الكثير من رجالات الهلال لمعالجة الوضع غير المستقر الذي أحدثه ترشيح الإدارة الحالية لفترة مؤقتة.. فالهلال أحوج ما يكون للاستقرار والعمل الإداري طويل المدى الذي يقوده نخبة من الهلاليين الأكفاء والمشهود لهم بالخبرة والتجربة.. وهم كثر.. فمنذ ترشيح الإدارة الحالية والفترة المعلنة لاستمرارها لا تتجاوز سنة أو موسماً واحداً.. وهذه الفترة غير كافية إطلاقاً للتأسيس للمرحلة المقبلة فضلاً عن معالجة الوضع الراهن للنادي عموماً وكرة الهلال على وجه الخصوص..
وفي اجتماع اليوم فإن أمام الهلاليين تجربة واضحة جداً لأسلوب عمل الإدارة الحالية وقدرتها على قيادة النادي وإدارة شؤونه.. وهي تجربة في تصوري يمكن تقسيمها إلى قسمين.. فعلى مستوى العمل الإداري والتواجد والتخطيط فإن الإدارة الحالية ربما تكون من أفضل الإدارات التي باشرت العمل الإداري اجمالاً.. من حيث التواجد والمتابعة والعمل الفعلي..
أما من حيث القدرة الفنية والمعرفة الرياضية لإدارة كرة القدم خصوصاً.. وهي «المطلوبة دائماً لمن يقود أو يعد فريقاً ما» فهي للأسف متواضعة جداً وتنبئ بمستقبل مجهول ينتظر كرة الهلال في حال استمرت الإدارة الحالية.
ورغم تقدير الجميع للجهد الذي يبذله سمو رئيس النادي إلا أن كرة الهلال بحاجة لنوعية أقرب من العمل تعتمد على الفهم الفني والمعرفة الرياضية وتوقع أو استقراء المستقبل بنظرة أشمل وأوسع من خلال الاستفادة القصوى من القاعدة الجماهيرية العريضة التي تقف خلف النادي وفرقه وتقدير نظرتها الصحيحة للأمور الهلالية وما يتعلق منها بكرة القدم تحديداً.. فالهلال يملك قاعدة جماهيرية عريضة لها الفضل بعد الله في كل ما حققه النادي وأعني بالجماهير كل الهلاليين وعلى رأسهم أعضاء الشرف الذين ساهموا في كل الانجازات التي تحققت.
ففي الهلال حالياً يتم تجاهل الدور الايجابي للجماهير الهلالية التي باتت تعيش تهميشاً متعمداً لكل آرائها ومطالبها وطموحاتها وآمالها.. بحيث يتم التذاكي على هذه الجماهير وتمرير العديد من الأمور عليها مما انعكس بشكل مباشر على نتائج الفريق الأول ووضعه الفني هذا الموسم.. فالسياسة الهلالية غير الواضحة المعالم باتت تقود الفريق من سيىء إلى أسوأ.. ومنذ انطلاق الموسم تقريباً فالمرحلة الاستثنائية التي حقق خلالها الهلال كأس سمو ولي العهد في الموسم الماضي كان يجب أن تكون العنوان الرئيسي لطريقة إدارة الفريق والتعامل مع شؤون لاعبيه حيث غلبت المصلحة العامة وبات الأفضل هو من يلعب بعيداً عن القناعات الشخصية «الإدارية» والتدخل المباشر في تحديد شكل الفريق وعناصره وفقاً لاعتبارات بعيدة جداً عن الجانب الفني.. وحين كان الفيصل هو الأمور الفنية وتحقيق العدل والمساواة في الفرص بين اللاعبين ظهر الفريق الهلالي بشكل ممتاز فنياً ونفسياً وعلى كل الأصعدة.. ولذلك باتت مشكلة الهلال الحالية أكبر من الأمور الفنية فقط.. وفي مقال سابق في بداية هذا الموسم قلت إن الإدارة الهلالية وضعت فريقها على فوهة بركان قابل للانفجار في أي لحظة.. وذلك بقبولها استمرار المدرب أديموس والوقوف أمام رغبات الجماهير وإبعاد بعض العناصر التي يتفق الجميع على أنها الأفضل أو الأحق بالفرصة وخدمة فريقها.. وبالمقابل دعم عناصر أخرى أثبتت التجارب والأيام أنها لا تملك سوى دعم أصحاب القرار لتبقى على قلوب الجماهير الهلالية بكافة فئاتها فضلاً عن عدم الاستفادة من لاعبين آخرين هم الأفضل بالمقاييس الفنية..
** أعود للهلال منذ بداية هذا الموسم حيث دخل الموسم بسياسة جديدة مختلفة كلياً عن الموسم المنصرم.. فبدأ الحديث عن البناء «!!» والتخطيط والعناصر الشابة.. وهذا أمر في مصلحة الفريق دون شك لو أنه أخذ على ظواهره.. لكن البناء هذا تم لتفضيل عناصر على أخرى وابعاد لاعبين معينين ومنح الصلاحيات لصاحب الانضباط ليعود للعبث من جديد.. فأبعد المدير الكروي السابق منصور الأحمد لأسبابه واهية وذلك لمنح الفرصة لعضو مجلس الإدارة لبدء اشرافه الفعلي على الفريق مجدداً ولكن بعيداً عن الواجهة.. وتم ترشيح مدير «صوري» لا يهش ولا ينش وليس لديه الوقت أصلاً لكي يهش أو ينش!! ولذلك تولَّى مساعده المهمة بتوجيه من العضو الإداري لتعود مرحلة الكولمبي ماتورانا مجدداً.. وخصوصاً بعد أن أوشك المدرب الحالي على المغادرة ليتنازل عن كل شيء للإدارة سعياً نحو البقاء بما في ذلك تفويض صلاحية التغيير في المباريات!!
إذاً المد الإداري نحو الفريق وأموره الفنية قدم فريقاً يهزم من أضعف الفرق ويتأهل خارجياً بالتعادل مع فرق كانت في السابق تتمنى الخسارة أمامه بأقل عدد من الأهداف.. هذا الوضع الذي آل إليه الهلال بحاجة لوقفة صارمة من أعضاء الشرف لإصلاح الأوضاع وتحمل المسؤولية أمام جماهير الزعيم.. فالإدارة الحالية رمت بالمسؤولية في استمرار أو ابعاد مدرب الفريق على اعضاء الشرف في تهرب واضح جداً ودليل على عدم قدرتها على اتخاذ القرارات أو أنها لا تملك الشجاعة لتحمل ذلك.
وعلى سبيل المثال فإن المدرب السابق بلاتشي تمت إقالته وأعلن عن استقالته والمدرب الحالي يتم اقناع أعضاء الشرف بقدراته رغم انكشافها أمام الجماهير منذ أول ثلاث مباريات في الموسم.. لكنها الرغبة في عدم الرضوخ للتأثير الجماهيري والاعتراف به في مكابرة ذهب وسيذهب ضحيتها الفريق.. اضافة إلى أنه بدأ ينفذ المطلوب ويسمع الكلام لكيلا يتم الغاء عقده.
قد يكون الحديث عن أوضاع الفريق الكروي الأول هو الأهم لتقييم قدرة الإدارة على إدارة الفريق ومدى اقناعها للجماهير بكل القرارات التي اتخذتها.. أما الحديث عن التعاقدات ومدى نجاحها.. وقدرة الإدارة على تعزيز المراكز الأهم والأحوج وكذلك قدرتها على تصحيح أخطائها والاعتراف بها من حيث استبدال اللاعبين الأجانب والمدربين ومرونتها في ذلك فهي لا تحتاج إلى تعليق..
باختصار على الهلاليين البحث عن إدارة جديدة للسنوات الأربع المقبلة وليكن ذلك من اجتماع اليوم.. فكل نجاح تحقق للهلال بعيداً عن كرة القدم هو نجاح جزئي ولا يهم الكثير من الهلاليين وإنما النجاح الحقيقي هو في تقديم فريق هلالي قوي أو على الأقل استثمار الامكانات الموجودة والقدرة على قيادة الفريق وتقييم أجهزته الفنية وعملها واتخاذ الخطوات الصحيحة لتعديل مساره.. وهو ما لم تفعله الإدارة الحالية!!
لمسات
** الهلال لعب بالأمس مع الوحدات الأردني ونظراً لأنني أكتب مساء الأحد فإنني أتوقع أن يستمر المفرج مع إشراك الشريدة لإسكات الجماهير!!
** أحمد خليل هبط أداؤه في مباراة واحدة «أمام الوحدة» وبدلاً من إراحته مباراة أو اثنتين ودراسة أسباب انخفاض مستواه قضي عليه تماماً وأبعد حتى من الاحتياط لتتاح الفرصة للمفضلين!!
** يقال إن الهلال تعاقد مع محور بمواصفات دفاعية رغم وجود عدد من الشباب الجيدين مثل عزيز والبرقان مع عمر الغامدي وذلك حتى يساهم في حماية المدافعين سليمان والمفرج ليواصلا اللعب حتى تتعود عليهما الجماهير وتنسى الآخرين!!
** استمرار تراوري يهدد حظوظ الهلال هذا الموسم وإذا أرادوا بطولات فإن تراوري لن يساهم في جلبها!
** لو أن لاعباً بحجم عبدالله الجمعان في ناد آخر هل يبقى مهملاً بهذه الطريقة؟
** مسكين العملاق محمد الدعيع.. أحرجوه بأشباه المدافعين!
** الآن فقط عرف الجميع لماذا أشرك المفرج في الوسط والظهير الأيسر..
** يقول الخبر إن أديموس يوزع الابتسامات على الجماهير الهلالية الغاضبة بعد لقاء النصر.. طبعاً.. يعلم تماماً أن الجماهير هي آخر اهتمامات أصحاب القرار..
ولذلك لا نستغرب الرسائل المتبادلة بين الهلاليين لمقاطعة الفريق وقبل ذلك هتافهم ضده أمام الطائي..
وكل ذلك يحدث لأول مرة في تاريخ الهلال!
** من مصلحة الهلاليين التضحية بهذا الموسم.. والعمل للموسم القادم بأفكار وآراء جديدة وأشخاص جدد.. حيث إن الفكر الذي قاد النادي خلال السنتين الأخيرتين ما زال هو المسيطر حالياً!
|