سيبقى الفريق الهلالي في حالة مد وجزر واضطراب فني ما بقيت الأسباب الداعية إلى ذلك، وإذا كانت أصابع الاتهام قد توجهت لمدرب الفريق السيد اديموس بشأن مسئولية ما يحدث فإن إبعاده فيما لو قررت الإدارة الهلالية ذلك لن يكون هو الحل الكافي والشامل لمشاكل الفريق الفنية.
فيجب أن يتزامن مع تغيير المدرب تغيير آخر في نمط التفكير السائد في إدارة شؤون الفريق، وإن لم يحدث ذلك فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه ولن يجلب تغيير المدرب إلا زيادة في الإهدار المالي.
والمقصود بالنمط الفكري السائد هو ذلك الفكر «السلبي» تجاه الفريق وتكريس التعامل معه وفق قناعات شخصية جداً وكأنه فريق يمثل شخصا واحدا وليس أمة من الجماهير الواعية والفاهمة والتي لاتتفق أبداً مع توجهات الفكر الأحادي السائد في ناديهم، كما أن الفكر السلبي الذي يجب التخلص منه هو ذلك الذي يقود إلى مواجهات مستمرة مع النجوم الكبار في الفريق والرغبة في إنهاء حياتهم الرياضية قبل أوانها، والعمل على استبدال اللاعبين الأكفاء بلاعبين أقل كفاءة لمبررات غير منطقية أبداً.. ليس من بينها المقياس الفني.
فهذا النمط السائد في الفكر الإداري الهلالي هو الذي كبّد الفريق خسائر فنية كبيرة وحمّل النادي خسائر مالية فادحة، فهو الذي أبعد أبوثنين قبل أوانه وطرد خميس العويران ويعمل منذ أكثر من موسم على التخلص من الشريدة وهو الذي يحاول جاهداً إدخال النجم الكبير سامي الجابر مرحلة العتمة وإطفاء بريقه تمهيداً لإبعاده، وهو نفس الفكر الذي يرفض الاستعانة بأحمد الجري في الظهير الأيسر بحجة «غير معلنة» انه قادم من خارج النادي «ويمكن حجز المركز بالخثران ريثما يعود المطيري» وكذلك يحجب الفرصة عن العلي لنفس السبب، وهو نفس الفكر الذي يتمنى مغادرة الجمعان كشوفات النادي عاجلاً غير آجل.
وهذا الفكر هو الذي يعطّل مشاركة الشيحان والدوسري، ويقبل غياب الشلهوب رغم سلامته عن مباراة النصر بحجة (توفيره) لمباراة الوحدات، ويقبل تبريرات المدرب ومساعده «الواهية» حول ضعف مستوى الفريق والتي أوردوا من ضمنها أرضية ستاد الأمير فيصل بن فهد!!.
وذلك الفكر السائد الذي يجب التخلص منه هو ذلك الذي يطبخ القرارات ويصنعها بكل براعة ثم يجعل الآخرين يتبنونها ويصدرونها بالنيابة عنه، بل ويظهر أحياناً أمام الملأ كما لو كان ضدها.
مرة أخرى.. معضلة الهلال ليست في المدرب وحده ولكن في الفكر الذي يقود الفريق ويرسم مستقبله وفق قناعات شخصية ورؤى فردية بحتة لا ترتكز على أي معايير فنية. ويكفي للحكم على صلاحية هذا الفكر من عدمه أنه كان الأشد رفضاً لانضمام حارس القرن الآسيوي للزعيم. فهل يمكن الوثوق فيه والإيمان بأنه يعمل لمصلحة الفريق فعلاً؟
|