دائما لكل مرحلة روادها ونسورها وأولئك الذين يرفضون المعلوم الباهت المكرر، الآسن كالمياه الراكدة ويطمحون دوماً إلى ما وراء الجبال، لتحقيق السنة الكونية في التغير والتبدل.
ومن الحكايات التي تروى في هذا المجال والتي باتت تاريخاً الآن، حول معاناة الملك فيصل يرحمه الله مع المتشددين والمتنطعين عندما أصدر قراراً بتعليم المرأة وكانت له يرحمه الله وقفاته الحاسمة وإياهم حيث قال: هو «أمر خياري وليس إجباري» بالطبع هذا القرار الذي اتخذه الملك فيصل كان مدعوماً بمجموعة واعية مثقفة من رواد هذا الوطن كانت تؤمن بحتمية التغيير والتقدم كمصير وقدر مطلق لا يستطيع أحد التربص به أو إعاقته تماماً كالسهم الناري المنطلق من المستحيل إعادته إلى كنانته.
ومن ضمن هؤلاء رجل ينتمي لعائلة «الراشد» من أهل القصيم، وتحديداً من مدينة بريدة، فحين قدمت لجنة آنذاك إلى مدينة «بريدة» بغرض البحث عن مبنى يستأجر كمدرسة للبنات، رفض البعض أن يؤجرهم، لكن تطوع الرجل الذي ينتمي لعائلة الراشد بحركة شجاعة وسامية، وقام بمغادرة منزله هو وعائلته وقدمه للجنة لتنشأ عليه أول مدرسة للبنات في مدينة بريدة.
لا يبدو ذلك الماضي بعيداً مقارنة باليوم حيث تتسابق الصغيرات كل صباح إلى المدارس مورقات مزهرات نحو ساحات الأبجدية.
لكن دوماً نعرف بأن لكل مرحلة نسورها وصقورها الذين يسكنون القمم والجبال ولكل مرحلة من هم غير ذلك.
أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تكرم رواد العلم الذين قاموا بمثل هذا العمل وتضيف أسماءهم إلى كتاب هذا الوطن، أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تطلق اسم هذا الشخص النبيل «لا أعلم إن كان حياً أو يرحمه الله إن اختاره إلى جانبه» على مدرسة للبنات، أو لربما قاعة من قاعات العلم في إحدى كليات البنات في مدينة «بريدة».
|