حلقات أعدها/ أحمد دليم
في حلقة اليوم نستعرض ملامح التنمية العمرانية والسياحية في المحافظة التي تشهد نشاطاً ملموساً في المشاريع السياحية لما تمتلكه من مقومات طبيعية جاذبة للسياحة.
السياحة في ينبع في عيون أميرها
بدعم ومتابعة من سمو أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أصبحت ينبع محط أفئدة الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي ينشدون فيها سياحة بريئة خفيفة ممتعة بل وأصبحت ينبع ذات ملامح خاصة تمتاز بها عن غيرها من باقي مدننا السياحية.
وقبل أن نستعرض أهم المقومات السياحية في ينبع يجدر بنا أن نقف قليلاً لنستمع إلى ما قاله سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز عن ينبع «تحقق لمحافظة ينبع خلال السنوات الماضية نهضة وتنمية شاملة لكافة مرافقها وقطاعاتها. توفرت بها بنية تحتية وتجهيزات أساسية أهلتها لتتبوأ مكانة لائقة تخطيطاً وعمراناً وجذباً استثماريا. وأخذ التوجه السياحي بها منحنى تنموياً جديداً أضاف لها الكثير من الإنجازات كان وراءها جهود كبيرة من أبناء ومسؤولي المحافظة الذين تفانوا في تقديم كل ما لديهم من جهد وإخلاص لتحقيق الطموحات والآمال المعقودة لمستقبل المحافظة».
انتهى كلام سموه ولكن أعماله لا تنتهي وبعودة إلى الماضي نجد أن ينبع البحر مدينة قديمة اشتهرت بموقعها على طريق قوافل قريش المتجهة إلي الشام وقد اتخذها الأيوبيون الميناء الرئيس للمنطقة والآن وبعد أن امتدت إليها يد الخير والعطاء في عهد خادم الحرمين الشريفين نمت المدينة واتسعت وتطورت وارتقت ووصلت إلى نهضة عمرانية كبيرة ولكون السياحة أصبحت اقتصاداً قائماً بذاته فقد كان اهتمام سمو أمير المنطقة بهذا الجانب حيث عمل سموه على تشجيع كل ما من شأنه تشجيع عملية الاستثمار في مجال السياحة مستنداً على حقائق واقعية وأرض صلبة فينبع تمتاز بشواطئها الخلابة ورمالها الناعمة ومياهها الهادئة الصافية ومناخها المعتدل طوال العام ومعالمها الأثرية.
ولتفعيل كل ذلك يترأس سموه لجنة التنشيط السياحي ويرعى المهرجانات السياحية التي تقيمها المحافظة كل عام واستمع للمواطنين وجلس بينهم كأخ لهم فشعر الجميع بألا حواجز ولا أبواب موصدة ولا فوارق بينهم، تبادلوا الحب والتضحية وعملوا بجد واجتهاد فأصبحت ينبع اليوم عنواناً ورمزاً للبناء المتطور وعجلة للنماء لا تقف ولا تكل ولا تمل.
السياحة في ينبع
استطاعت بلدية ينبع أن تستقطب كبار رجال الأعمال من كافة أنحاء المملكة لإقامة مشروعاتهم على أرض محافظة ينبع بدءاً من المشروع السياحي الكبير الحكير هابي لاند حتى مشروعي الهلالية ورضوى السياحيين اللذين سيحققان طفرة كبيرة في مجالات السياحة والترفيه والفندقة السياحية بعد إنشائهما بإذن الله.
وتعد محافظة ينبع بقطاعاتها الثلاثة «ينبع البحر - ينبع الصناعية - ينبع النخل» من أكبر محافظات منطقة المدينة المنورة كما تعد ينبع ثاني أكبر منفذ تجاري على البحر الأحمر بعد ميناء جدة الإسلامي وتمتلك مقومات السياحة الطبيعية ومن حيث الموقف الجغرافي المميز على البحر الأحمر وحيث الشواطئ الخلابة والمياه الفيروزية الصافية والغوص والتنزه البحري والشعاب المرجانية الفريدة.
والمواقع التاريخية والأثرية والعمران والمقومات السياحية المكتسبة من حيث المنشآت السياحية والمرافق الترفيهية المتطورة ومطار محلي يجري تطويره الاقليمي وميناء حديث وشبكة طرق وفنادق ومنتجعات سياحية عصرية، وشهاليهات ومدن ترفيهية وكافتريات ومراكز تجارية حديثة بالإضافة إلى ما أفرزته التنمية السياحية من مشاريع ومرافق خدمية وتجارية عديدة كالشقق المفروشة والمطاعم والمطابخ والأسواق العامة والمتخصصة ومكاتب السفر والسياحة وتأجير السيارات والمنشآت الطبية الحديثة .
مهرجانات ينبع السياحية
كان أول ظهور حقيقي لمهرجان سياحي في ينبع في عام 1415هـ بعد ذلك رأت البلدية أن المؤشرات كلها تصب في اتجاه تطوير صناعة السياحة وكان لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة خلال إمارته لمنطقة المدينة المنورة الأثر الأكبر في إرساء دعائم السياحة في ينبع وتسهيله ودعمه وتشجيعه لإقامة هذه المشاريع السياحية. ثم أكمل المسيرة من بعده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة الذي وحد الجهود الرامية إلى تطوير وتنمية السياحة في ينبع وتفعيل أنشطة ومهام اللجان الأمر الذي أدى إلى إنجاح التوجه السياحي بالمحافظة.
أقيمت في مهرجانات ينبع السياحية سباقات للهجن ومسابقات للصقور ومهرجانات للأطفال والفنون الشعبية والعروض المسرحية والأمسيات الشعرية والندوات والمسابقات والسهرات الفنية والاستعراضات والبحرية بالدبابات المائية والقوارب المنوعة وسباقات الغوص والمعرض البحري وسباقات الجري وسباقات الخيول والمعرض النسائي.
دار ينبع للتراث والثقافة
أثمر نجاح التوجه السياحي بمحافظة ينبع عن تحقيق بعض الأهداف والمنجزات التي منها التفكير بإنشاء دار ينبع للتراث والثقافة التي تعد نافذة إعلامية سياحية تضمن حفظ التراث ولا تزال الجهود مبذولة لإنشائها.
متحث ينبع للآثار والتراث
تم تخصيص وتجهيز موقع كنواة المتحف ومزار للآثار والتراث وتوجيه الدعوة للمهتمين بالتراث لتزويده بالمقتنيات الأثرية والتاريخية التي لها علاقة بالمنطقة والاهتمام بالمتحف وشؤونه وتطويره ليؤدي الرسالة الإعلامية المطلوبة من خلاله وتنظيم برامج الزيارة له.
أهم الاستثمارات السياحية
حققت محافظة ينبع سبقاً استثمارياً عبر أكبر من ثلاثين موقعا استثمارياً في مختلف المجالات تقدر قيمتها الأساسية بما يقرب من مائة وخمسين مليون ريال من مراكز تجارة متطورة وأسواق متخصصة وقرى سياحية ومدن ألعاب ترفيهية ومن أهم المشاريع السياحية شاليهات أراك السياحية وشاليهات الزايدي والعمري السياحية وشاليهات الأحمدي وشاليهات العروي ومطعم المارينه البحري والحكير هابي لاند وشاليهات الشرق السياحية.
مبنى المصمك التاريخي بينبع
أقيم في ينبع العديد من المشاريع والمنشآت السياحية والترفيهية بجهود ذاتية مما أسهم في تكوين تربة خصبة للاستثمار السياحي وأنشأت البلدية القاعة البحرية أو مبنى المصمك الذي يعد من أهم الآثار السياحية الحديثة في ينبع.
ينبع عاصمة الغوص
تزخر المناطق المائية التي تطل عليها مدينة ينبع بالعديد من الكائنات المائية كالأسماك التي يتميز بها البحر الأحمر والكائنات المائية المختلفة بالإضافة إلى الشعاب المرجانية النادرة. لذا فإن الرياضات البحرية من صيد الأسماك والسباحة والتزلج على المياه والتجديف والغوص والتنزه البحري والدبابات البحرية وغيرها من الرياضات المائية تصبح أكثر امتاعاً في الأجواء الطبيعية التي تتميز بها ينبع.
ويضاف إلى ذلك ما يحفل به قاع البحر الأحمر من عالم مثير وغريب يتمثل في الأسماك متباينة الأشكال والشعاب المرجانية التي ينفرد بها أعماق بحر ينبع.
لذلك فإن هواة الغوص إلى أعماق البحر للمشاهدة والاستكشاف والتصوير سيجدون في بحر ينبع الفرصة الملائمة لممارسة هواياتهم المحببة ولعل ذلك أيضاً ما ساعد على إنشاء عدة مراكز وأندية للغوص في المنطقة لاستقبال الهواة وتدريبهم وتعليمهم أصول ممارسة الغوص واستخراج التصاريح اللازمة لذلك.
مشاريع بلدية
عبر سنوات قليلة مضت شهدت محافظة ينبع ومدينتها العريقة ينبع البحر وثبة كبرى في مسيرة التنمية والرقي والحضارة التي عمت كافة أرجاء المملكة في العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وشملت القفزة الحضارية مختلف مناحي الحياة في محافظة ينبع اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وعمرانياً وسياحياً.
ويضيف العمار بأن بلدية ينبع تعد من أقدم البلديات في المملكة إذ تأسست في العام 1344هـ ضمن أول ثلاث بلديات على مستوى المملكة على النحو التالي: بلدية المدينة المنورة، بلدية جدة، بلدية ينبع بجانب أمانة مكة المكرمة. وبلدية محافظة ينبع تضطلع بدور رئيس ومهم في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية والمرافق والخدمات في كافة الأنشطة والأعمال البلدية التي من شأنها المساهمة في تطوير وتنمية محافظة ينبع التي منها أعمال السفلتة والرصف لمساحات كبيرة وفي مواقع عديدة في أنحاء المحافظة وكذلك إعادة تخطيط الشوارع وتجميل وإنشاء طرق وشوارع جديدة وزيادة الرقعة الخضراء والاهتمام بالنظافة والاهتمام بصناعة السياحة وتنشيط السياحة الداخلية وفي مجال خدمات المياه وصحة البيئة.
التطور العمراني والخدمي
زادت مساحة النطاق العمراني لينبع إلى حوالي 200 كم مربع بعدما كانت لا تتجاوز الستة كيلو مترات وقد وفرت الدولة البنية التحتية اللازمة لكل الخدمات الضرورية من كهرباء وهاتف وطرق ومياه الشرب والمرافق الخدمية المختلفة مما ساعد على النمو المتزايد للمدينة لتصبح ينبع حاضرة القرى والهجر والمدن الصغيرة التي حولها. ومن أهم المشاريع الخدمية المعتمدة حديثاً مشروع تصريف مياه الأمطار وتخفيض منسوب المياه الجوفية بمدينة ينبع.
كما تم معالجة نزع الملكيات لبعض العقارات بمدينة ينبع لفتح شوارع وطرق جديدة وحيوية كطريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وتطوير منطقة الكورنيش وإيصال مياه الشرب لمعظم أحياء المحافظة بشبكة مياه تصل لأكثر من ثلاثمائة كم وبها أكثر من ثمانية آلاف مشترك. فيما قدمت البلدية أكثر من ثلاثة آلاف منحة أرض وما زالت الجهود تبذل في سبيل تحقيق المزيد لمحافظة ينبع ولقاطني المحافظة.
مشاريع بلدية تحت التنفيذ
يجري حالياً تنفيذ العديد من المشاريع وصلت إلى أكثر من ستة عشر مشروعاً أهمها مشروع تصريف مياه الأمطار وتخفيض منسوب المياه الجوفية ومشروع سفلتة الأحياء داخل مدينة ينبع ومشروع نظافة ينبع والقرى التابعة لها وهو مشروع سيغطي بخدماته كامل المدينة والقرى التابعة لها وذلك لأول مرة على مستوى المحافظة بالإضافة إلى تطوير شواطئ ينبع.
كما التقينا مدير ميناء ينبع التجاري عبدالله عواد الزمعي الذي تحدث عن ميناء ينبع فقال: يقع ميناء ينبع التجاري على الساحل الشرقي للبحر الأحمر وعلى مسافة حوالي 460 ميل بحري جنوب قناة السويس و168 ميلاً بحرياً شمال غرب ميناء جدة الإسلامي وهو ميناء طبيعي محمي باليابسة من ناحية الشمال والشرق وبالشعب المرجانية من ناحية الجنوب والجنوب الشرقي وهو من أقرب الموانئ السعودية إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وهو النقطة المركزية لأسرع منطقة نمو على ساحل البحر الأحمر ومن المنافذ لحجاج البحر القادمين من الشمال لمكة المكرمة وللمدينة المنورة.
وأضاف الزمعي بأن الميناء بعد توسعته في عام 1979م ازداد عدد الأرصفة إلى تسعة أرصفة مجهزة بأحدث المعدات والمرافق التي يمكن عن طريقها مناولة ما يزيد على ثلاثة ملايين طن من البضائع سنوياً.
سعة المحطة
ميناء ينبع التجاري مناسب لمناولة أنواع مختلفة من السفن بما فيها سفن البضائع العامة والحاويات التقليدية والركاب والبضائع السائبة ويبلغ عرض فتحة دخول الميناء حوالي مائتي متر وطول القناة الملاحية الداخلية حوالي ميل واحد بحري وحالياً يستقبل الميناء السفن ذات الغاطس إلى أكثر من عشرة أمتار وبطول مائتين وستين متراً وبعرض خمسين مترا فيما يبلغ مجموع الأرصفة بالميناء تسعة أرصفة بطاقة استيعابية ثلاثة ملايين وسبعمائة وعشرة آلاف طن. والميناء يمتلك تجهيزات حديثة منها رافعة عملاقة حمولتها مائتا طن وذلك لمناولة المعدات الثقيلة والقطع الكبيرة.
بالإضافة إلى عددٍ كافٍ من الوحدات البحرية الحديثة بما فيها زوارق القطر والإرشاد والرباط علاوة على ورشة بحرية مجهزة بمعدات وأجهزة حديثة لأعمال الصيانة والإصلاح للوحدات البحرية. كما يمتلك الميناء أسطول معدات مناولة البضائع الحديثة ومنها معدات تفريغ الحبوب السائبة بطاقة مائتي طن في الساعة ومجموعة من الرافعات الشوكية مختلفة الحمولات لمناولة البضائع العامة والحاويات ومجموعة من المقطورات ورؤوس السحب والأوناش البرجية مختلفة الحمولات. وتم مؤخراً تشغيل محطة الركاب بالميناء التي تحتوي على صالة حديثة بها كافة التجهيزات للقدوم والمغادرة مع كافة المرافق الخاصة بالجوازات والجمارك والجهات ذات العلاقة.
صحة ينبع
كما التقينا مدير القطاع الصحي في ينبع الدكتور عبدالرحمن صعيدي الذي أشار إلى أن الخدمات الصحية في ينبع حظيت بالكثير من الدعم لتساير النهضة الطبية التي تعيشها المملكة ولا أدل على ذلك من زيادة عدد المراكز الصحية والمستشفيات العاملة في ينبع إذ وصلت إلى اثني عشر مركزاً صحياً داخل ينبع وخارجها بالإضافة إلى ثلاثة مراكز مراقبة صحية بميناء ينبع التجاري وميناء الملك فهد الصناعي ومطار ينبع، وعدد من المستشفيات والمستوصفات العامة والخاصة.
مراكز الرعاية الصحية
مراكز الرعاية الصحية الأولية تقدم خدمات التوعية والتثقيف الصحي من خلال البرامج والمحاضرات التي تبلغ ثماني محاضرات في الشهر بالإضافة إلى تنفيذ برامج الإصحاح البيئي من خلال الجولات الرقابية على المطاعم والمحلات وخزانات المياه وكذلك أعمال التحصينات حيث بلغت نسبة التغطية بالتحصينات الأساسية للأطفال خلال عام 2002م نسبة 97%. بالإضافة إلى برامج رعاية الأمومة والطفولة حيث تقوم المراكز الصحية بعمل متابعة دورية لجميع النساء الحوامل بكل مركز ويتم متابعة نمو وتطور جميع الأطفال من سن الولادة وحتى خمس سنوات.
مراكز المراقبة
مراكز المراقبة الموجودة في ميناء ينبع التجاري وميناء الملك فهد الصناعي ومطار ينبع تقوم بعمل الإفساح اللازم للبواخر القادمة والمغادرة لهذه الموانئ ويقوم مركز المطار بعلاج الحالات الطارئة والإسعافية التي ترد إليه.
المستشفيات
يوجد في ينبع مستشفى عام وخمسة مستشفيات خاصة ثلاثة منها عاملة واثنان تحت التشييد بالإضافة إلى وجود عشرة مستوصفات خاصة ومجمعين للعيادات. ويبلغ عدد العاملين في مستشفى ينبع العام من أطباء وهيئة تمريض وفنيين وإداريين «324» موظف بخلاف أعمال الصيانة والنظافة ويتضمن المستشفى جميع التخصصات الطبية اللازمة وعيادات الأشعة والمختبرات الفنية.
الإضافات الصحية
ويمكن ملاحظة تطور الخدمات الصحية في ينبع من خلال عدة مؤشرات أهمها افتتاح مركز للكلية الصناعية بمستشفى ينبع العام به ثلاث عشرة مكينة غسيل كلوي والأعمال الجارية لتوسعة المركز وكذلك الانتقال بمستشفى ينبع العام الجديد وزيادة طاقته الاستيعابية إلى ما ئتي سرير ومستشفى آخر في ينبع النخل بسعة خمسين سريراً سيبدأ العمل فيه قريباً.
|