* جدة - خالد الفاضلي / تصوير - أحمد قيزان:
كرر منتدى جدة الاقتصادي وعلى امتداد ثلاثة أيام انتهت مساء أمس دعوته للحكومات العربية بأهمية فتح أراضي الاستثمار أمام أموال المواطنين والأجانب، والتسريع بنفض الدساتير من قوانين وتنظيمات لم تعد تناسب الألفية الثالثة.
واتفق كبار المتحدثين على أن لا اقتصاد ولا نمو دون وجود دولة قادرة على توفير الأمن والحقوق، لكنهم اتفقوا أيضاً على أنه لا اقتصاد ولا نمو طالما الدول تمارس سياسات احتكارية استناداً على مبدأ «الاحتكار عدو النمو»، فيما اتفقوا على نحو ثالث وهو أن العولمة لا تأكل قوت الشعوب.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس المكسيكي الأسبق زيديليو وكذلك الرئيس الماليزي الأسبق أكثر المتحدثين السياسيين مباشرة عندما قالوا بشكل أو بآخر« إن البحث عن اقتصاد أفضل يتطلب تغييرات جذرية» في اقتصاد وتعليم وقوانين الدول المنتمية لتصنيفات اقتصادية ومعيشية أقل من نجاحات دول غربية.
واختلفت أوراق العمل في تصنيف المشكلات فيما تعتقد سيدة الأعمال لبني العليان «إنها البطالة» يختلف معها آخرون ويعتقدون أن البطالة «إرث» ضعف التنظيم والسياسات المتبعة، لكن جميع الأطراف يتفق على أن الحل الأقرب هو توجيه الدول لإتاحة مجالات أرحب لرجال الأعمال كي يستثمرون أموالهم في مجالات جديدة تمتاز بقدرتها على استيعاب والقوى البشرية وتدوير الأموال، أو كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق «حتى يستمر النمو لا بد من استمرار الرخاء».
من ناحية ثانية، أغفلت بعض الأوراق التحادث عن الإرهاب فيما ركزت أوراق أخرى على سلبيات تنامي الإرهاب في المنطقة، وألمح الرئيس الأمريكي الأسبق أثناء مخاطبته المشاركين بذلك عندما قال: «أنا سعيد لأنكم تعلمون بصعوبة ديمومة مستقبل الدول التي بينها الإرهابيون» فيما برز بعض المتشاركين للتأكيد على أن جنوح بعض أبناء السعودية والعالم الإسلامي إلى الإرهاب الدموي لا يعني تورط المجتمع قاطبة بنهجهم أو أمراضهم، فيما أبان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في مناقشته وجود أخطاء بشرية بعد أحداث 11 سبتمبر جعلت أمريكا تتعامل بجفاء مع مواطني دول عربية وإسلامية اشتركوا في الهجمات مؤكداً عودة الاحتياطات الأمنية إلى انتهاج العقلانية.
من زاوية جديدة، استقبل منتدى جدة حضور سيدات المال والفكر ومناقشتهن بثقة وإيمان أن «سيداتنا» ساعدن أنفسهن ومجتمعهن على فهم حقيقة أن العالم الذكوري لا يركض وحيدا بنجاح وأن مشاركة السيدات في بناء الاقتصاد حتمية تأخرت لأسباب يجب إزالتها الآن قبل غد، بما فيها المعوقات الاجتماعية.
وشهدت حواشي المنتدى أحداثاً اقتصادية وسياسية جانبية كان أهمها في نظر الصحافة مأدبة عشاء جمعت بين كلينتون ورجل الأعمال السعودي صالح كامل بعد أن رفض كلينتون قبل سنتين تناول طعام إفطار مشترك بينهما إثر اتهامات ثبت بطلانها لاحقاً حول أدوار تمويل تقوم بها شركات صالح كامل.
مرت أيام ثلاثة ركض خلالها 1000 رجل أعمال أو أكثر بين أروقة حوار مفتوح قاده ببراعة رؤساء دول «متقاعدين» ورافقهم ملكة ورؤساء عاملون يتبعهم دوما رجال مال وأعمال وأكاديميون قالوا جميعا كلمتهم بشكل مباشر في انتظار أن يعي كل من له علاقة أهمية قراءة المستقبل بوضوح قبل أن ينهار اقتصادها تحت ظروف التجارة التقليدية والتقوقع والانشغال بمحاربة العولمة التي كانت وعلى امتداد خمسة أعوام محوراً هاماً في منتديات جدة الاقتصادية دون أن تدخل المملكة السعودية حتى الآن منظمة التجارة العالمية.
|