* جدة - خالد الفاضلي:
قدم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون شهادة إيجابية حول جدول وأهمية مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز واصفاً شخصه بأول زعيم عربي يقدم حلاً مباشراً ومتكاملا.
أتت شهادة الرئيس الأمريكي السابق يوم أمس من على منصة منتدى جدة الاقتصادي في ثالث أيام نشاطه وآخرها قبل أن يعتليها الرئيس المكسيكي السابق وصف طويل من الأكاديميين ورؤساء شركات غاز، ونفط توالت أوراق عملهم من الساعة العاشرة صباحا إلى السادسة مساء.
من ناحيته، رفض كلينتون وجود أطماع اقتصادية خلف تدخل العسكر الأمريكان في العراق، وأفغانستان وتوجه للمشاركين والصحفيين بتساؤل «لماذا تنظرون فقط إلى القرش؟»، ثم عاد للتذكير بأن العسكر أنفسهم أنقذوا مسلمي البوسنة وقال: «عندما كنت رئيساً طلبوا مني التدخل لإنقاذ مسلمي البوسنة وفعلنا» مشيراً إلى أن الصناعة والحشود العسكرية الأمريكية تحقق واجبات دولية وإنسانية بعد أن خاضت أمريكا تجربة الحرب العالمية الأولى والثانية دون استعدادات كافية. واشتملت كلمة كلينتون على نفي انتقادات توحي بأن العولمة تعني التماهي، مؤكداً أن الخصوصية باقية ومضمونة لكل بلد، مشيراً بقوة إلى أن الاقتصاد العالمي الجديد أنقذ ملايين الفقراء من الموت.
وأعاب كلينتون على بعض الدول اعتمادها المحض على الموارد الطبيعية، مستشهداً بتجربة ماليزيا لأنها انخرطت في الاقتصاد العالمي بحسب تبريره واستطاعت تصنيع مواردها الطبيعية وبيعها للعالم.
وقبل أن يترجل كلينتون من منصة الخطاب قدم نصائح اقتصادية للمستثمرين السعوديين بضرورة تخفيف الاعتماد على النفط، وأهمية الاتجاه نحو استثمارات الطاقة البديلة، والمياه، فيما كان آخر كلماته دعوات مفتوحة حول إتاحة مجالات أوسع لتوظيف المواطنين. أغلق منتدى جدة الاقتصادي حلقات النقاش مساء أمس بيوم طويل تم تخصيصه لرؤساء دول «متقاعدين» وأكاديميين ورؤساء تنفيذيين لشركات نفط وغاز، بينما غابت السيدات عن منصة الخطابة وزاد حضورهن أثناء المناقشات والأسئلة المباشرة. وكان ثاني أيام المنتدى «الأحد» الأكثر حظوة في جدول الأعمال بمشاركة رئيس وزراء لبنان، والرئيس الماليزي الأسبق «مهاتير» ورئيس وزراء تركيا طيب أوردغان، ثم في الفترة المسائية ورقة حميمة قدمتها الملكة رانيا تشمل لوما للشعوب العربية لاستغراقهم دهورا مديدة في انتظار «الحكومات والمسؤولين» بدلا من «توجيه المسؤولين والحكومات نحو تحقيق التنمية والإصلاح». وشدت الملكة رانيا من أزر رجال الأعمال حينما أشارت إلى أنها تدرك عدم كفاية طرق الاتصال والتواصل المتاحة حالياً بين القطاع الخاص والجهات الحكومية مما نتج عنه فجوة بين الحكومات والأفراد، مشيرة إلى أن «النوايا الطيبة» متوفرة لكنها لا تكفي وحدها بالغرض. كما اعتبرت أن بدء حركة الخصخصة في المملكة الأردنية دليلاً على أن القطاع الخاص نجح في تأكيد قدرته على النجاح.
الملكة رانيا في الحديث صوت من الإمارات بحنجرة محمد العبار رئيس الدائرة الاقتصادية في إمارة دبي مؤكداً أن نجاح دبي يكمن في اهتمامها بثروة العقول أولاً وأخيراً، وأشار إلى أن ذلك يعتبر حصان الرهان في اكتساح معوقات متوقعة في السنوات القادمة. وكان الدكتور ماسمزور وزير خارجية كازاخستان آخر المتحدثين يوم أمس الأول «الأحد» مبادراً رجال الأعمال السعوديين بدعوتهم إلى الاستثمار في بلاده في مجالات التقنيات المالية والصناعية وكذلك صناعة النفط والخدمات والغاز. وفي ذات السياق، شهد يوم أمس الاثنين حضورا مميزاً ملفوفاً بإجراءت أمنية مشددة انتظارا لكلمة الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون» الذي أثار جدلاً واسعا أثناء مشاركته في منتدى جدة الاقتصادي الثالث قبل سنتين عندما طالب بأهمية تعديل مناهج المدارس السعودية وتطوير أنظمة مصرفية عديدة للتحكم في مسارات أموال تدعم الإرهاب.
|