حرض.. منطقة قديمة ظلت لسنوات طويلة غارقة بين رمال صحراء المملكة العربية السعودية تحتضن قبائل عربية ضاربة في عمق التاريخ منذ أن سكنها بنو هلال قبل آلاف السنين، خرجت حرض من ذاكرة التاريخ في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، في مشروع توطين جمع قبائل شمال الربع الخالي في واحة شكلت مورد ماء ينبع من رحم الصحراء.
وفي منتصف يناير 2004م جاء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، إلى حرض ليخرجها إلى ضوء العالم الجديد بافتتاحه مشروع حرض لتطوير الغاز الطبيعي والزيت بطاقة إنتاجية تبلغ 6 ،1 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي غير المصاحب و170 ألف برميل من المكثفات يومياً و90 ألف طن متري من الكبريت الخام يومياً و300 ألف برميل من الزيت الخام العربي الخفيف يومياً.
قال الأمير، بوركت هذه الأيدي الطاهرة التي تشغل هذا المشروع، ونقول سبحان الله الذي سخر هذا الإنسان السعودي الذي فجر الماء من وسط الصحراء ليروي ظمأ بدو رحل، فألهمه أن ينضم إلى قافلة الحضارة التي أرسى أعمدتها يوم أن شع نور الهدى من هذه الأرض المباركة. وها هو الإنسان السعودي يسهم الآن في بناء صناعة اليوم التي يشكل الغاز الطبيعي أحد أعمدتها الرئيسية.
مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض هو امتداد طبيعي عفوي لمسيرة الإنسان السعودي في طريق التنمية، وطريق التنمية لا تحده حدود الوطن، بل يمتد إلى العالم كله وقد اجتازت به العولمة واستحقاقات النظام العالمي الجديد كل الحدود في عالم يحتكم إلى لغة الاقتصاد ويفهم مفرداته ومكوناته.
مشروع حرض هو عنوان جديد يعلنه الإنسان السعودي على العالم يتخاطب من خلاله بلغة العصر ليقول إنني هنا شريك أصيل يواصل دوره الرائد في بناء حضارة الإنسان..
انتبهوا أيها السادة، الإنسان السعودي قادم.. قادم.. قادم.
(*)رئيس «دار الدراسات الاقتصادية» /الرياض |