* جدة عبدالرحمن إدريس:
أعطى المشاركون في منتدى جدة الاقتصادي اهتماما خاصا لما يمكن أن تخرج به النتائج والتوصيات الى مرحلة ذات شأن بقرارات تنفيذية وقادرة على بلورة الأفكار المطروحة في المناقشات حتى تستطيع بكيفية مناسبة التفاعل العملي مع الواقع في ظل معطيات المرحلة الراهنة اقتصاديا. وأبدى عدد من الاقتصاديين التفاؤل بهذه النقلة وتوفر الكثير من العوامل المساعدة للوصول إلى الأهداف المنشودة حيث تركز الاستراتيجية المحلية سعوديا من خلال المنتدى على رؤية واضحة في التطلع للمستقبل خاصة وهي في الجاهزية المتاحة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
وقال اكاديميون وخبراء اقتصاد بان التهيئة كانت في حيثياتها مؤكدة إلى مناخ جيد بدخول المملكة في عضوية هذه المنظمة وبشكل واثق مستندة إلى مكانة اعلنها الوضع التجاري والاقتصادي تباعا بمؤشرات تصاعدية.
الاقتصاديون وحول منتدى جدة كانوا مع توفره إلى فرص قوية تعني في الجانب المحلي القدرات الفاعلة في تشكيل اطر ثابتة للاستفادة من استعراض التجارب التنموية لدول مختلفة والتعاون المشترك في تحديد المسارات الأفضل نحو المستقبل الاقتصادي.
وجاءت التصريحات ل«الجزيرة» اعتبار هذا المنتدى بشكل خاص.. نقطة تحول على درجة كبيرة من الأهمية وذلك بعد المرور بانعقاد سنوي سابقا حيث يمكن في ضوء هذه التجارب استخلاص الرؤى التي تترقب الخطوات نحو نمو اقتصادي متسارع كما يأتي الهدف تحت العنوان المخصص للمنتدى «نحو نمو اقتصادي متسارع» من العوامل المشتركة والتطلعات التي تمثل رغبة الحضور من جميع الدول وصناع القرار الاقتصادي.
وكانت البداية امس لمنتدى جدة الاقتصادي حافلة بالمناقشات في جلسات العمل واللقاءات الجانبية فقد كان للفعاليات بالشأن المحلي اعطاء فكرة شاملة للواقع السعودي اقتصاديا بقراءة متفحصة لمراحل النمو والظروف المساعدة بدعم الدولة في الوصول الى تحقيق ركائز البناء والتمهيد للانطلاقات المستقبلية بايجاد خطط واستراتيجيات مناسبة.
رجال وسيدات الأعمال تحدثوا عن هذا اللقاء باعتباره المحك الهام في مرحلة تمثل نقلة جديرة بخطوات فاعلة فقال المهندس عادل فقيه رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة إنه يمثل مطلبا للتفاعل مع المتغيرات وبخطوات سريعة.. وأضاف بان المنتدى أصبح كياناً اقتصادياً هاماً لتفعيل الحوارات ونقلها إلى مرحلة عملية في الايجابيات المستهدفة وبالتالي صياغة القرارات التي تنتهي اليها التوصيات بالأسلوب الدافع لعجلة النمو والأخذ بكل ما هو مفيد في الانسجام وشعار المنتدى الذي يؤكد على تطلعات افقية لتسريع عمليات النمو. وقال عضو مجلس إدارة غرفة جدة «محمد عبدالقادر الفضل» ورجل الاعمال المعروف إن التفاؤل كبير في الوصول إلى توصيات من شأنها التقارب مع الواقع بتلمس الاحتياجات والظروف مواتية فعلا وفقا إلى التجربة والتخطيط المسبق لتكون هذه النتائج كما يتطلع إليها الجميع.
ويمكن في ضوء كثير من المعطيات اعتبار المنتدى الخامس مختلفاً سواء من حيث حجم المشاركة المحلية والاقليمية والدولية أو من حيث المحاور التي وضعت للمناقشة والبحث. كما ان هذا المجال بعرض النماذج الناجحة في التنمية لدول آسيوية وغربية يمكن القول إنها فرصة للاطلاع والأخذ بما فيها من ايجابيات.
«عمرو عبدالله الدباغ» الذي قام بالتعريف صباح امس باهداف المنتدى وتطلعاته اكد ايضا بانه نقلة جديدة في هذا الانعقاد.
وقال رجال الاعمال: «غسان السليمان» و«إبراهيم السبيعي» وامين عام غرفة جدة بان أوراق العمل التي تمت مناقشتها امس في الشأن الاقتصادي المحلي كانت مؤشرات إلى ما هو مأمول من بوادر تعني كيفيات عملية للتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية ومعالجة مشكلاتها.
وكان للمشاركة النسائىة التفاتة تؤكد على دورها وتواجدها الفاعل حيث جاء في تصريح سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة اللجنة النسائية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة قولها إن هذه المشاركة بمنتدى جدة الاقتصادي ليست غريبة على المرأة السعودية فهي متواجدة ولها تجربتها في الحياة الاقتصادية والتنمية الاجتماعية.
وحسب الأميرة عادلة رئيسة لجنة صاحبات الأعمال بالغرفة فان الظروف مهيأة لاستفادة المرأة من وجودها مشاركة بهذا المنتدى وكسب المزيد من الثقة ولكي تبرهن من خلال قدراتها وامكاناتها في الإسهام الفاعل في عملية التنمية بما يتلاءم مع هويتها الإسلامية وانتمائها السعودي.
وجاء توضيح صاحبة السمو الملكي الأمير عادلة بنت عبدالله حول المنتدى الخامس باشارة إلى الجهد الذي بذل بالتعاون مع مجلس جدة للتسويق لتأخذ سيدة الأعمال السعودية مكانتها في التعريف بتجربتها ودورها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
من جانب آخر تحدثت سيدات الأعمال السعوديات المشاركات عن هذا اللقاء باعتباره فرصة للاحتكاك بتجربة عالمية وتبادل الخبرات والتنوع الثقافي.
وكانت جلسات مساء الأمس تتمحور حول شئون المرأة ضمن جدول اعمال المنتدى حيث ادارت جلسة خاصة بذلك الدكتورة سلوى الهزاع وشاركت بها الاكاديميات وسيدات الأعمال.
واعتبر غسان بادكوك مسؤول أول العلاقات العامة بالبنك الأهلي أن انعقاد المنتدى الاقتصادي للسنة الخامسة على التوالي في مدينة جدة يُعزز الآراء الداعية لتفعيل الاقتصاد المناطقي وذلك خلافاً للاعتقاد السائد عن محدودية دور الأقاليم في تنويع مصادر الدخل وإثراء الناتج المحلي الإجمالي.
بادكوك أوضح أن التوظيف الجيد للمزايا النسبية لكل مدينة أو منطقة إدارية في المملكة من شأنه حفز النمو الاقتصادي للدولة عبر الاستثمار الأكفأ لموارد وطاقات كل مدينة.
وأعرب مسؤول العلاقات العامة في البنك الأهلي عن أمله في أن تبادر مختلف مدن المملكة بتأسيس مجالس للتسويق على غرار مجلس جدة وذلك من أجل الاستفادة من مزاياها ومقوماتها الاقتصادية. وأضاف بدكوك أن منتدى جدة فضلاً عن تصنيفه ملتقى عالمياً سنوياً تتزايد أهميته عاماً بعد عام، فإنه بمثابة حملة تسويقية فعالة لترويج مدينة جدة عالميا بوصفها من أبرز المدن في الشرق الأوسط جذباً لسياحة المؤتمرات فضلا عن أن نجاح المنظمين في حشد نخبة متميزة من الساسة والاقتصاديين ورجال وسيدات الأعمال ووسائل الإعلام من مختلف دول العالم يضاعف المردود الاقتصادي للمنتدى على المديين المتوسط والطويل ويعطيه قيمة مضافة تتجاوز مخرجات الأجندات المدرجة على جدول الأعمال.
وأجاب بادكوك عن سؤال حول خصائص مدينة جدة ومزاياها النسبية بأنها عديدة ويأتي في مقدمتها الانفتاح الفكري والثقافي لسكانها وطابعها الاجتماعي المميز وتنوع وازدهار الحركة التجارية فيها وموقعها الجغرافي على شاطئ البحر الأحمر واعتدال مناخها في هذه الفترة من العام. واختتم حديثه بالإشارة إلى أن عقد المنتدى بجدة أسهم في تحريك اقتصادها ولاسيما في قطاع الخدمات كالفندقة والنقل والتموين فضلا عن الحركة التجارية في أسواق جدة ومراكزها الرئيسية.
من جانب آخر فإن جدوى المنتدى اقتصادياً على غرفة جدة للتجارة والصناعة كبيرة وذلك وفقاً للقائمين عليها، حيث تجاوزت موارد رعاية المنتدى لتكاليف تنظيمه ليصبح أحد روافد دخل الغرفة.
|