* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أخفقت الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة، التي اتخذت في أعقاب العمليات الفدائية حول المطاعم والمقاهي في مختلف أرجاء إسرائيل، في كسر حاجز الخوف عند الإنسان الإسرائيلي الذي يتمثل في وقف التردد على مثل هذه الأماكن التي وقعت فيها العمليات، خشية من تكرار العمليات كما حدث في بعضها، كمطعم «سبارو» في مدينة القدس المحتلة الذي أغلق أبوابه حديثاً.. هذا إضافة إلى انخفاض أرباح المطاعم الإسرائيلية بنسبة (30 في المائة)..
مصادر إسرائيلية قالت: إن مطعما إسرائيليا وسط مدينة القدس المحتلة كان تعرض قبل أكثر من عامين لهجوم فدائي من قبل ناشط في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، قد أغلق بعد أن فشلت كافة الجهود لإقناع الإسرائيليين بارتياده..
وقرر أصحاب مطعم «سبارو» لبيع الوجبات السريعة الكائن في شارع يافا بمدينة القدس المحتلة إغلاقه، بعد أن تكبد المطعم خسائر فادحة بسبب خوف الإسرائيليين من ارتياده في أعقاب العملية الفدائية التي نفذها الشاب الفلسطيني عز الدين المصري، بتاريخ التاسع من آب/ أغسطس عام 2001، وأسفرت عن مصرع (17 إسرائيليا) وإصابة العشرات بجروح.وحسب المصادر في إسرائيل: باءت الجهود التي بذلتها سلطات الاحتلال لإقناع الإسرائيليين بارتياد المطعم الذي كان يعد من أشهر مطاعم الوجبات السريعة في المدينة بالفشل حيث قرر مالكوه إغلاقه نهائياً..
وكان الشهيد المصري من مدينة جنين قد فجر نفسه في مطعم سبارو ثأرا لعملية الاغتيال التي نفذتها سلطات الاحتلال في مدينة نابلس وذهب ضحيتها ثمانية من كوادر حركة حماس من بينهم الشهيدان القائدان السياسيان جمال منصور وجمال سليم..
يذكر في هذا الصدد أن مطعم «سبارو»تعرض لهجوم بالأسلحة الرشاشة عقب العملية الفدائية، ما زاد الأمر تعقيداً بالنسبة لأصحاب المطعم في إقناع زبائنهم بالعودة إليه..
«ستاربكس»، و«حياة» أغلقت كل فروعها في إسرائيل
وفي هذا الصدد يشار إلى أن شبكة المقاهي الأمريكية «ستاربكس» أغلقت كل فروعها في إسرائيل في شهر آذار (مارس) من عام 2003، في أعقاب الخسائر التي لحقت بها جراء استمرار انتفاضة الأقصى، وتملك هذه الشركة أكبر سلسلة مقاهٍ في العالم ومقرها في سياتل، وتستثمر في مشاريع مشتركة مع شركات إسرائيلية..
وبالرغم من أن المصادر لم تذكر سبب قرار «ستاربكس»، التي لها حوالي (180 ألف مقهى في الولايات المتحدة الأمريكية) وحدها، إغلاق جميع فروعها في إسرائيل، إلا أن أسباب ذلك تبقى إما بسبب الأزمة الاقتصادية في إسرائيل التي لم يسبق لها مثيل منذ الإعلان عن قيامها، أو بسبب العمليات الفدائية الفلسطينية التي تستهدف أحياناً المقاهي والمطاعم..
ويقول الداعون إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية: إن مالكي هذه السلسلة من المقاهي يخصصون حوالي عشرين في المائة من الدخل السنوي الكلي لصالح إسرائيل، وقد أفصح عن هذه المعلومة أحد القائمين على إدارة هذه الشركة عندما قال: علينا جميعا أن نقف بالمال وبما نقدر عليه خلف شارون وما يفعله للقضاء على (الإرهاب الفلسطيني)..
وفي بداية العام الجديد (2004) قررت شبكة الفنادق العالمية «حياة» وقف استثماراتها في إسرائيل والانسحاب منها بعد مضي (16 عاما) على دخولها السوق الإسرائيلية..
وكانت شبكة «حياة» تشغل فندق «حياة ريجنسي» في القدس الغربية، إضافة إلى فندق «حياة البحر الميت» الذي تجري حالياً مفاوضات بشأن تشغيله وإدارته مع شبكة الفنادق الإسرائيلية «فاتال»..
وأشارت المصادر الإسرائيلية في هذا الصدد إلى أنه منذ اندلاع الانتفاضة الحالية، عانى فندق «حياة ريجنسي» في القدس من ضرر كبير ومن انخفاض مدخولاته بشكل كبير..
وفي السنوات الأخيرة، قام أصحاب الفندق، وهم مجموعة من المبادرين اليهود من المكسيك، بتمديد إدارة شبكة «حياة» في إسرائيل، إلا أنهم قرروا منذ مدة وقف استثماراتهم في الشبكة..
يشار إلى أن وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف (رحبعام زئيفي) تم اغتياله من قبل مقاتلين من الجبهة الشعبية في فندق «حياة» في مدينة القدس، كما نفذت عملية فدائية بجوار هذا الفندق..
اتخذ أصحاب المقاهي الإسرائيلية تدابير أمنية، قد تزيد من امتعاض الزبائن، مثل التفتيش الجسدي.. ويبقى الرعب والخوف هو المسيطر في محيط الفنادق والملاهي والمطاعم الإسرائيلية، وفي هذا السياق، يقول (آخي بركات) مدير عام شركة الحراسة الإسرائيلية في مدينة القدس: إن شركته تلقت طلبات من أصحاب المطاعم بزيادة الحراس، في ظل ازدياد الإنذارات الاستخبارية بعزم الفلسطينيين شن عمليات كبيرة ضد أهداف إسرائيلية، واتخذ أصحاب بعض المقاهي تدابير أمنية أخرى قد تزيد من امتعاض الزبائن مثل التفتيش الجسدي..
وكان (كوبي شرف) صاحب مقهى (هيلل) وسط مدينة القدس الغربية، قال مؤخرا: انه أمر الحراس بفحص كل إنسان يدخل المقهى جسديا، يبدو لهم مشبوها..
هذا وقد أصبح الإسرائيليون يعانون من خوف دائم وقلق مستمر نتيجة للعمليات الفدائية التي وقعت في إسرائيل..
ويقول خبراء نفسيون إسرائيليون، من خلال متابعة حالات الإسرائيليين في العيادات النفسية الخاصة بهم: تبين أن الإسرائيليين يعيشون حالة من الهستيريا الأمنية، فعلى سبيل المثال يحرص قائدو السيارات في إسرائيل على الابتعاد عن الحافلات خوفا من انفجارها..
|