* واشنطن كارول جياكومو المراسلة الدبلوماسية - رويترز:
قد يمدد الرئيس الأمريكي جورج بوش التعليق المؤقت لبعض العقوبات الأمريكية على إيران ، وفقا للفريق برنت سكاوكروفت مستشار الامن القومي الأمريكي الاسبق الذي اضاف ان هذا التمديد قد يكون مرغوبا فيه، ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإيرانية عندما احتجز طلاب 52 رهينة أمريكية لمدة 444 يوما في الفترة بين عامي 1979 و1981.
وشغل سكاوكروفت منصب مستشار الامن القومي في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش وهو ممن ينادون بالحوار مع إيران.
وقال في مقابلة مع رويترز يوم الجمعة انه يعتقد ان الولايات المتحدة وإيران «تتحركان نحو نوع ما من الحوار لكن بخطى شديدة البطء ولا يبدي أي من الجانبين حماسا لذلك. وأضاف انه يمكن لطهران ان تؤثر على توجهات الولايات المتحدة على نحو موات تماما اذا استجابت لمطالب بوش وسلمت أعضاء القاعدة الذين يعتقد انهم موجودون في إيران، وسكاوكروفت وجه معروف في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية وله علاقات وثيقة بالبيت الابيض، وهو يمثل الجناح الاكثر تقليلدية في الحزب الجمهوري المختلف مع المحافظين الجدد الاكثر ميلا لسياسة التدخل الذين ضغطوا لشن الحرب ضد العراق والذين يعتقد انهم يحظون بنفوذ متزايد.
وقالت مصادر ان سكاوكروفت التقى مع مندوب إيران لدى الامم المتحدة عدة مرات في الخريف الماضي.
وأضافت ان فريق بوش لم يطلب منه القيام بهذه المهمة لكنه كان على علم بجهوده.
وفتح بوش وكبار مساعديه الباب امام الحوار مع إيران الا انهم اوضحوا انه يتعين على طهران تسليم الاشخاص المشتبه بأنهم من أعضاء القاعدة لواشنطن أو لطرف ثالث والتخلي عما يزعم انه برنامج للتسلح النووي.
وأشار سكاوكروفت إلى وجود دوائر داخلية قوية في كلا البلدين تعارض الحوار وليس واضحا ما الذي يمكن ان يميل كفة الميزان لصالح القوى المؤيدة للحوار لكنه اضاف انه اذا سلمت طهران المشتبه بأنهم من أعضاء القاعدة لواشنطن فسيكون لذلك تأثير ايجابي.
وقبل عامين وصف الرئيس الأمريكي إيران بأنها جزء مما يسميه «محور الشر» إلى جانب العراق قبل الحرب وكوريا الشمالية، لكن جهود الاغاثة الأمريكية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب بلدة بم الايرانية في 26 ديسمبر كانون الاول وراح ضحيته أكثر من 30 الف شخص بعثت على ما يبدو قدرا من الدفء في العلاقات الباردة بين واشنطن وطهران.
وفي علامة محتملة علق بوش الشهر الماضي بعض العقوبات الأمريكية على طهران لمدة 90 يوما للاسراع بتدفق المعونات الإنسانية لضحايا الزلزال. وردا على سؤال بخصوص احتمال تمديد هذا الاجراء قال سكاوكروفت «نعم اعتقد ان هذا ممكن، ونعم اعتقد ان هذا مرغوب فيه لاننا في حاجة لاجراء حوار مع النظام». وتابع «لا اعتقد ان هذه الادارة مستعدة لان تذهب إلى مدى بعيد لكن اذا بدا ان تمديد (التعليق المؤقت للعقوبات) مفيد فقد يكونون مستعدين لذلك»، وبعد ان وجد فريق اغاثة أمريكي اولي استقبالا حارا من إيران عرض بوش ارسال وفد ذي مستوي اعلى برئاسة اليزابيث دول عضو مجلس الشيوخ ورئيسة الصليب الاحمر الأمريكي السابقة وأحد أفراد عائلة بوش تردد انه شقيقته دورو، لكن طهران رفضت العرض، وشارك سكاوكروفت في عام 2001 في رئاسة فريق أعد دراسة للمجلس الاطلسي وهو مركز أبحاث.
وأوصت تلك الدراسة برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران من جانب واحد، وقال انه ما زال يؤيد الفكرة لكنها «قد لا تكون فكرة جيدة كما كانت من قبل» لان السياسة في ايران أصبحت أكثر تقلبا وغموضا من أي وقت مضى بسبب الصراع المتزايد على السلطة بين الاصلاحيين والمحافظين في إيران .
وقال انه كان من المهم وقت اعداد الدراسة تشجيع الاصلاحيين الإيرانيين ومنحهم ذخيرة لدفع التغييرات التي كان من شأنها ان تجلب منافع اقتصادية لإيران.
وأضاف ان الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي فشل في تحقيق الاصلاحات التي وعدبها أصبح الان «عاجزا»رغم انه لا يزال واضحا ان الشعب الإيراني يريدالاصلاح.
|