اختلف الباحثون حول مفهوم «القلب» هل هو العضو المادي ام جهاز إدراكي معرفي بالغ التعقيد له وظائف متشعبة ومتعددة ومتداخلة؟
حول تلك القضية اصدرت دار «طويق» طبعتها السادسة للكتاب «القلب في القرآن واثره في سلوك الإنسان» للدكتور سيد الشنقيطي استاذ الإعلام المشارك بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.
يتطرق الباحث بحسه التقني ووعيه الإعلامي الصادق الي قصة الحياة ومناهجها ومسالكها وتطورها من فينة لاخرى بأنها يجب ان تقوم على اسس صحيحة من خلال رصد امين وتشريح دقيق مستمد من القرآن الذي يمثل دستور البشرية جمعاء، وفي حديث آخر يتناول واقع العالم الإسلامي وما يعانيه من جهل وضعف وتفرق وعداوة وبغضاء أسهمت في زيادة الهوة والشِقاق نتيجة إقبال الناس على زخارف الدنيا لتصبح مبلغ علمهم واكبر همهم.
وبعين خبيرة ونظرة ثاقبة يتناول الكاتب بدقة الداء وأسباب علاجه من خلال عرض شامل لواقع حياتنا على كتاب الله فكان مصيبا في طرحه من خلال دواء شاف اعتمادا على الكتاب والسنة. ونظرا للتعدد والتنوع في تلك القضية فقد استطاع المؤلف بحسه الاكاديمي ان ينقلنا بين دفتي الكتاب من خلال عشرة مباحث تناولت القلوب في القرآن وتأثير سلوك الانسان بحال قلبه ليؤكد ان الله قد اثبت لاصحاب القلوب الحية السليمة ضروبا من السلوك تناسب حياتها وسلامتها وقد احسن المؤلف صنعا حينما انهى دراسته الدقيقة والشيقة بمجموعة من الافكار والوصايا القيِّمة التي تحث على الحرص على سلامة قلوبهم وتفقدها ورعايتها وتحقيق الاستجابة لله مع الاستقامة حتى تتحقق لهم البشرى في الدنيا والآخرة.
العمل يمثل مرجعا شاملا لقضية مهمة وحيوية عن واقع المسلمين في كل زمان ومكان ليصبح نموذجا متكاملا يتلقفه القارئ في 6 طبعات متوالية يجعله ضيفا كريما على أرفف مكتبه فالعائد كبير والحصاد أشمل.
|