من مهبط القرآن من أم القرى
من مأرز الإيمان شع ومن حِرا
ومن المروج الخضر من وادي قبا
تسري نسائمها تُعطر خيبر
ومن الرمال البيض باسمة الضحى
تسقيهم بدر العظيمة كوثرا
والنصر بالإيمان فاض سناؤه
غمر السهول تألقا وروى الذرا
ثم قرأ نموذجاً للشاعر المحتفى به:
كيف لا اشتكي بطول الخصام
حين اسرفت في حديث الملام
أنت بادرتني بهجر طويل
ثم انذرتني بمنع السلام
كيف حالي وقد براني غرامي
من لهيب الهوى وعنف الهيام
اشتكي تارة اليك وابكي
بدموع تفيض مثل الغمام
ضاع صبري من التجني وفيه
وطأة خلتها كحد الحسام
قد رميت الفؤاد مني بسهم
لست أقوى على انتزاع السهام
يا لك الله من حبيب عصي
حسبك الله.. يا رقيق القوام
امسكتْ حدةُ الخصام لساني
فكأني هنا عييّ الكلام
بين عينيّ كل ماضٍ أنيسٍ
وزمانٍ مكللٍ.. بالوئام