تعثُّر هيئة الصحفيين السعوديين في أول ميلادها، أمر طبيعي، إذا اقتنعنا أن (الانتخابات) مرحلة مبكرة جداً في نسقنا الثقافي وقيمنا الاجتماعية. أما إذا كابرنا بتجاوزنا الواقع وعددنا أنفسنا راشدين انتخابياً، فإن ذلك طريق لمزيد من التعثر.
الصغير عادة يريد أن يشبع حاجاته بسرعة متناهية، ولو لم تأته متطلباته بسرعة لظل في حالة (مزعجة). ولكن الأمر يختلف عندما نكون كباراً لوجود قناعة بضرورة التأني، لعلنا بذلك نفهم المرحلة ونقتنع أن العمل الانتخابي (عملية بناء) تحتاج إلى وقت وجهد وفكر، في حين لا نكون (مزعجين) إذا لم نحصل على كل متطلباتنا من هيئة الصحفيين أو من وزارة الثقافة والإعلام بالسرعة التي نتوقعها.
هذه السرعة تبرز أيضاً.. في التصريحات الانتخابية التي ظهر بها البعض حيث تبدو مجرد (خطابات) منبرية أكثر منها مشروع عمل له أبعاده المؤسسية، ذلك أنها مليئة بالوعود الكبيرة التي لا يملكها أصحابها لأنها بيد جهة رسمية أعلى تعمل وفق بنود إدارية ومالية أعلى وأعلى وأعلى.. إلخ.
استقالة رؤساء التحرير من أول عملية انتخابية لها شواهدها مما سبق، وتؤكد كم هم كبار، وراشدون، وناضجون، لأنهم وجدوا (الهيئة الصحفية) في ألف باء الانتخابات وألف باء الشفافية وألف باء تاء حاء خاء. ربما يكون هذا أقرب افتراض، وإلاَّ كيف نفسر ما حدث؟؟
|