سلام عليه ما أتى ببشائر
تطل علينا من قوادم طائر
هو الغيب لا ندري أيضحك فجره
أم الليل ان ولى يجيء بآخر
غفوت أناجيه فكنت لطيفه
كمجنون ليلى بين صحراء عامر
لقد ضل عني صبحه ومساؤه
فقلت أجليه بريشة شاعر
أنحيا كما كنا على الدهر سادة
بقرآننا في حكمنا والأوامر
أنبعثها لله والدين وحدة
تضم شتات الناس من كل غابر
أتشرق فينا الشمس بعد غيوبها
بشرعة طه في جميع الحواضر
ونطرد عنا من أباحوا ديارنا
ومسجدنا الأقصى أعز المشاعر
هو الدين يا قومي لقد مس جنبه
وسيم بكف لابن صهيون غادر
وما الدين الا عزنا ان يهن نهن
وان يعل نعل فوق عرش الأباطر
به قد فتحنا وانتصرنا وأسلمت
مرازبة شتى وجند القياصر
هو الأمس قد ولى بأمجاد عزه
هو الأمس أطلال تهز مشاعري
وقفت أناجيه ألا أين سادة
سموا ما سموا فوق القنا والمنابر
مشوا فوق هامات السنين ببأسهم
وقرآنهم ملء النهى والبصائر
وشرعهم حكم السماء عدالة
وأمن لكل الناس من كل قاهر
ولا حكم الا للإله فانه
يرى ظاهر الأشياء مثل السرائر
اذا بعد الإنسان عن هدي ربه
يعيش كميت في ثنايا الحفائر
وما سعد الإنسان الا بقربه
من الله فيما يتقي من جرائر
ألا قل لمن ضلوا طريق حياتهم
على رسلكم فالعيش ليس لسادر
وليست حياة المرء فيما يلذه
ولكن بما ينتابه من مخاطر
ألا فاذكروا الأسلاف فوق جيادهم
يجوبون هذا الكون قصداً لجائر
لقد فتحوا لله بالنور والهدى
فكانوا نجوماً بين شتى الدياجر
ففي ذمة التاريخ مجد مدعم
بعلم وإيمان وهدي شعائر
لقد ضاع الا من فؤادي ومقلتي
إذا ما هفا بالقلب فاضت محاجري
فلا تحسبوا أني أغني فهذه
دموعي على الأسلاف بين المقابر