في مثل هذا اليوم من عام 1921 ولدت المؤلفة التي اشتهرت بتأليفها لروايات الجرائم، باتريشيا هايسميث، وذلك في ولاية تكساس. ومما يعرف أن باتريشيا قد كتبت ما يزيد على عشرين رواية وسبع مجموعات من القصص القصيرة كانت تهدف في مجملها إلى دراسة وتحليل الجوانب المظلمة في الطبيعة البشرية وعبرت عن عالم بلا أخلاق بشكل مرعب.
وقد مرت هايسميث بطفولة غير سعيدة، حيث انفصل والداها بعد ولادتها بعدة أشهر، وقضت السنوات الأولى من حياتها مع جدتها من ناحية الأم، التي علمتها القراءة قبل أن تتم هايسميث السنة الثانية من عمرها، ثم تزوجت والدة هايسميث مرة أخرى وأحضرت ابنتها إلى نيويورك في سن السادسة، حيث شهدت فترة مريرة من الصراعات بين أمها ووزجها، ولذلك نشأ لديها شعور بالكراهية ضدهما.
أما مشوار الكتابة لهذه النوعية من الروايات فقد بدأ عندما بدأت هايسميث الكتابة أثناء دراستها الثانوية، حيث كانت البداية بقصة عن جليسة أطفال قاتلة، وقد رفضت مجلة المدرسة نشرها.
وبعد الدراسة الثانوية قامت بدراسة اللغة الإنجليزية بكلية برنارد، وبعد ذلك عملت في وظيفة كتابة نصوص الكتب الفكاهية، ومما يذكر أن أول رواية لها بعنوان «غريب في القطار» قد قوبلت بالرفض من قبل أربع دور للنشر قبل أن تظهر في عام 1950.
وفي عام 1951 قام ألفريد هتشكوك بإخراج فيلم نسخة عن الفيلم الذي كتبه رايموند شاندلر، وبالرغم من أن هايسميث حصلت على 7000 دولار فقط عن حقوق الفيلم، إلا أنه كان كافياً لدعم مكانتها وتعريف الناس بموهبتها الكتابية بعد ذلك.
وكمؤلفة، كانت هايسميث مهتمة بشكل كبير بنفسية شخصياتها عند كتابة قصص التحقيق التي كانت تؤلفها. وفي الحقيقة، فإن شخصيتها المفضلة (القاتل توم ريبلي) لم يتم القبض عليه مطلقاً، وقد ظهر ريبلي لأول مرة في كتابها The Talented Mr.Ripley الذي تحول إلى فيلم بعد ذلك. وبعد ذلك كان البطل في أربع روايات أخرى، كان آخرها «السيد ربلي تحت الماء» التي تم نشرها في عام 1991. قضت هايسميث معظم حياتها في الخارج، وفي النهاية استقرت في سويسرا بعد العيش لفترات في المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا، ولم تتزوج أبداً، حيث كانت تعيش بمفردها باستثناء بعض القطط، وكمحبة للحيوانات كتبت مجموعة كاملة من القصص القصيرة يطلق عليها The Animal Loverصs Book of Beastly Murders (1975) التي كانت تبين فيها أن الحيوانات تنتقم لنفسها من مالكيها البشر، وماتت هايسميث في سويسرا عن سن 74 سنة.
|