في مثل هذا اليوم من عام 1950 منحت جمهورية الصين الشعبية اعترافها الدبلوماسي بجمهورية فيتنام الديموقراطية، وقد نتج الاعتراف الرسمي من جانب الصين الشيوعية لنظام «هو تشي مينه» الشيوعي زيادة في المساعدات المالية والعسكرية في الحرب التي يشنها هو ضد الفرنسيين في فيتنام، مما دفع الولايات المتحدة أيضا لكي تأخذ دوراً أكثر فعالية وكثافة في النزاع في جنوب شرق آسيا.
ومما يذكر أن النزاع يدور بين المستعمرين الفرنسيين والقوات الثورية للقائد هو للسيطرة على فيتنام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالرغم من الحفاظ بموقف حيادي عام، إلا أن إدارة الرئيس هاري ترومان كانت تقوم بالفعل بمساعدة الفرنسيين من خلال المساعدات المالية والمادية، ومع استمرار الحرب، كتبت حكومة «هو» إلى النظام الشيوعي الجديد في الصين فيما يتعلق بالاعتراف الدبلوماسي والمساعدة العسكرية والاقتصادية. وبالإضافة إلى التزامهما المشترك بالفكر الشيوعي، اشترك الصينيين والفيتناميين أيضاً في تاريخ طويل ومشهور بالعنف والمقاومة، ولذلك لم يكن هناك ضمان بأن تتم الموافقة على الطلب.
جدير بالذكر أن رغبة الصين للقيام بدور أكبر في الشؤون الآسيوية، مع تعميق الشكوك في النوايا الفرنسية والأمريكية في فيتنام المجاورة قد دفعها نحو إقامة علاقات أقوى مع حكومة «هو»، وبعد فترة قصيرة من الإعلان بالاعتراف، بدأت الصين في إرسال كميات كبيرة من المساعدات العسكرية والعديد من المستشارين إلى فيتنام.
ومن ناحيتها أجابت الولايات المتحدة بالقيام بدور أكثر فعالية في دعم الفرنسيين في فيتنام. فبعد شهرين من قرار الصين بالاعتراف بفيتنام الشمالية، أعلنت إدارة الرئيس ترومان رسميا دعمها للفرنسيين وطلبت من الكونجرس زيادة المساعدات العسكرية، التي تمت الموافقة عليها.
كما أن الولايات المتحدة والصين قامت بشكل كبير بزيادة أدوارهما في فيتنام في السنوات التالية بينما استمرت الصين في عرض الدعم والمساعدة للشيوعيين في فيتنام الشمالية، كما أصبحت الولايات المتحدة أكثر تدخلاً في محاربة التهديد الشيوعي في الحرب الفيتنامية.
|