في مثل هذا اليوم من عام 1941 قامت القوات البريطانية في شمال إفريقيا، وفقاً لمعلومات تم الحصول عليها من خلال حل شفرات رسائل الإيطاليين، بغزو دولة إريتريا التي يحتلها الإيطاليون، مما يشكل خطوة قوية نحو النصر للبريطانيين في الساحة الإفريقية.
فقد تمكنت المخابرات البريطانية من كشف المرسلات الإيطالية السرية من إفريقا خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث تم تحليل كل أمر من الأوامر المرسلة من الوحدات العسكرية الإيطالية إلى وحدة أخرى بمعرفة البريطانيين، حيث كان نائب الملك الإيطالي في إثيوبيا يقوم باستقبال وإرسال كل سر وموطن ضعف عسكري للإيطاليين بدون قصد. وقد تمكنت القوات البريطانية من تنظيم استراتيجية للتقدم نحو المنطقة التي يحتلها الإيطاليون، آخذة تحركات القوات الإيطالية بعين الاعتبار إلى أن وصلت أخبار الانسحاب الإيطالي من مدينة كاسالا، في السودان الأنجلو - مصرية، والتي كان الإيطاليون يحتلونها منذ يوليو 1940، إلى مسامع البريطانيين، وكان رد فعل الحامية البريطانية هناك بطيئاً أمام الغزو الإيطالي للسودان وفضلت الانتظار للحصول على صورة أوضح لاستراتيجية الغزو الإيطالي لشمال إفريقيا. ومن ناحية أخرى، عمل البريطانيون على استثمار الوقت من خلال تعبئة قواتهم، وخاصة الدبابات، لكي تقترب من التوازن مع الإيطاليين. وكان الانسحاب الإيطالي من كاسالا، تحركا دفاعيا فعالا، قدم فرصة ممتازة للجنرال ويليام بلات واللواءات الهندية لشن هجوم على إريتريا، التي تقع على الحدود مع السودان وإثيوبيا، ولم يمض وقت طويل حتى سقطت إثيوبيا وأرض الصومال التي كان يحتلها الإيطاليون.
|