قدم السفير الإسرائيلي في السويد نموذجاً للعقلية القمعية الإسرائيلية، عندما أقدم خلال معرض على تحطيم عمل فني يرمز لفلسطين، وشكلت الحادثة نموذجاً مصغراً لكيفية التعامي الوحشي للإسرائيليين مع الأوضاع الفلسطينية.
وانتهى الأمر بطرد مخز للسفير وزوجته من المعرض وسط استنكار الحضور الذي يتكون من عدة جنسيات لهذا التصرف الأحمق من قبل الدبلوماسي الإسرائيلي.
اللوحة التي استثارت غرائز ومكامن الإرهاب لدى السفير الإسرائيلي تصور المحامية الفلسطينية الشهيدة هنادي جرادات التي قتلت 19 إسرائيلياً عندما فجرت نفسها قبل حوالي ثلاثة أشهر.. وقد تم عرض العمل الفني الذي انجزه إسرائيلي معارض لاحتلال الأراضي الفلسطينية في اطار دعوة للمصالحة حسبما يقول الفنان الإسرائيلي صاحب العمل الذي نفذ المجسم لاظهار تضامنه مع الفلسطينيين.
ان اخطر انواع الإرهاب هو ذلك الذي تقوده دولة، وإسرائيل هي صاحبة الملف الإبرز في هذا الشأن من خلال ممارساتها اليومية القمعية في الأراضي الفلسطينية من قتل وتدمير للمنازل وتجريف للمزارع، ثم هذا الجدار العنصري الذي يقتطع مساحات واسعة من أراضي الضفة ويحبط بالتالي احتمالات الدولة الفلسطينية.
تصرف الدبلوماسي الإسرائيلي هو انعكاس لما يعتمل في صدور المسؤولين الإسرائيليين حين يجدون انفسهم مواجهين برأي عام عالمي مناهض لسياساتهم العنصرية القمعية، فاسرائيل التي تجد المساندة الرسمية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا تفتقر للتأييد في أوساط الشعوب وجماعات المجتمع المدني في الغرب، وقبل مدة كشف استفتاء للرأي العام أن 59% من سكان الاتحاد الأوروبي يعتبرون ان إسرائيل تشكل أكبر خطر على السلام العالمي.
وفي أثناء نوبة الجنون التي اصابته في المعرض قال سفير إسرائيل إنه يلحظ تعاطفاً سويدياً متنامياً مع القضية الفلسطينية، ويبدو ان الكيل قد فاض به مع رؤية المجسم الفني الفلسطيني فلم يستطع السيطرة على عواطفه العنصرية، فاقدم على تحطيمه حيث قدم بذلك الوجه الحقيقي لإسرائيل مستوفياً تماماً متطلبات منصبه كممثل لإسرائيل اصدق تمثيل.
|