* حرض واس:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عصر امس حفل الافتتاح الرسمي لمشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض التابع لشركة ارامكو السعودية.
وكان في استقبال سمو ولي العهد لدى وصوله الى مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن ابراهيم النعيمي وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية ورئيس ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين عبدالله بن صالح بن جمعة.
وفور وصول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عزف السلام الملكي، ثم تشرف اعضاء مجلس ادارة ارامكو السعودية ومهندسو المشروع بالسلام على سمو ولي العهد.
وبعد ان اخذ سموه مكانه في منصة الحفل بدئ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكرالحكيم.
عقب ذلك القى معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي كلمةرحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني واصحاب السمو الامراء واصحاب الفضيلة والمعالي والحضور في حرض ووصفه بأنه ميلاد عملاق صناعي جديد يقف شاهد صدق على مسيرة النجاح المتميزة التي حققتها وما زالت تحققها الصناعة البترولية السعودية.
وقال معاليه «ان المشروعات الكبيرة مثل هذا المشروع تعتمد في نجاحها وتحقيق اهدافها بعد فضل الله وتوفيقه على وجود خطة محكمة مترابطة الاركان ذات بعد مستقبلي وعلاقة واضحة وقوية بمسيرة التنمية الوطنية بابعادها المختلفة ولابد لهذه المشروعات ايضا ان تكون مبنية على اسس اقتصادية سليمة ليكتب لها النجاح والاستمرار ومشروع حرض لتطوير الغاز الطبيعي والزيت الذي يتفضل سموكم الكريم بافتتاحه «اليوم» هو حلقة من حلقات السياسة الاقتصادية المتكاملة للمملكة التي تهدف الى استغلال الثروات الطبيعية المتوفرة بافضل الطرق اخذة في الاعتبار الميزة النسبية للمملكة من حيث توفر الطاقة بكميات كبيرة بتكلفة منخفضة نسبياً وذلك من اجل المساهمة في دفع حركة التنمية والتصنيع الوطنية وحفز النمو الاقتصادي وعدم الاقتصار على تصدير البترول الخام الذي كثيراً ما تتذبذب اسعاره وعوائده».
واضاف معاليه قائلاً «ولما كانت المملكة تمتلك بفضل الله ثروات كبيرة من المواد الهيدروكربونية وتنتجها بتكلفة تعد الاقل في العالم فان التوجه الاقتصادي السليم يكون بشكل بديهي استغلال هذه الميزة النسبية عن طريق توطين وتنمية الصناعات المرتبطة بالزيت والغاز والصناعات التي تستخدم الطاقة البترولية بكثافة عالية وجذب الاستثمارات الوطنية والعالمية ومواصلة نقل التقنية الحديثة الى هذين المجالين الحيويين وهذه الامور هي بالفعل جزء من استراتيجيتي المملكة للزيت والغاز وسيتم التركيز والتوسع في مثل هذه المشروعات في السنوات القادمة باذن الله».
واردف معاليه يقول «استجابة لتزايد الطلب على الغاز محلياً حيث يزيد معدل استهلاك الفرد من الغاز في المملكة على مثيله في بعض الدول الصناعية ذات الدخل المرتفع كالمملكة المتحدة والمانيا واليابان ودعما للتنمية الاقتصادية الوطنية ولبناء صناعات وطنية معتمدة على هذا المورد الحيوي اعطت المملكة العربية السعودية اولوية متميزة لتطوير واستغلال موارد الغاز الطبيعي ونتيجة لهذا فان المملكة تعد في الوقت الحاضر ضمن اكبر عشر دول في العالم في مجال انتاج واستخدام الغاز الطبيعي ونحن نعمل على ان يتعزز هذا المركز باطراد خلال السنوات القادمة باذن الله تعالى».
واوضح معاليه انه خلال العقود الماضية مرت صناعة استغلال الغاز الطبيعي في المملكة بمرحلتين رئيسيتين تمكنت خلالهما من بناء صناعة كبرى للغاز وصناعات تعتمد عليه يشار اليها عالميا بالتقدير كاحدى التجارب الرائدة في تسخير الثروة الهيدروكربونية لدفع عجلة النمو الاقتصادي وها هي الآن تدخل المرحلة الثالثة باشراف وتوجيه مستمرين من سمو ولي العهد مبيناً ان المرحلة الاولى بدأت مع انشاء شبكة الغاز الرئيسة منذ حوالي ثلاثين عاما وادت الى الاستفادة من الغاز الطبيعي المصاحب للزيت بدلا من احراقه مما ادى الى وضع حجر الاساس لانشاء الصناعات البتروكيميائية في المملكة وانشاء مدينتين صناعيتين عملاقتين في الجبيل وينبع.
وأشار معاليه إلى ان المرحلة الثانية بدأت منذ عشر سنوات تقريباً تمثلت في زيادة الطاقة الانتاجية لشبكة الغاز الرئيسة من حوالي ثلاثة بلايين قدم مكعبة الى سبعة بلايين قدم مكعبة يوميا مع ايصال الغاز الطبيعي الى مواقع لم يكن يصلها من قبل مثل الرياض وينبع مؤكداً ان هذه الجهود ادت الى توفير كميات متزايدة من الوقود واللقيم للمرافق العامة وللصناعات البتروكيميائية الوطنية حيث شهدت هذه المرحلة التوسع في التنقيب عن احتياطيات جديدة من الغاز غيرالمصاحب على وجه التحديد الامر الذي ادى الى زيادة احتياطي المملكة من الغاز غير المصاحب الى اكثر من الضعف من حوالي «45» تريليون قدم مكعبة في عام1993م الى حوالي «95» تريليون قدم مكعبة في عام 2003م مما رفع اجمالي احتياطي المملكة من الغاز الى حوالي «235» تريليون قدم مكعبة وهو رابع اكبر احتياطي للغاز في العالم.
وشملت تلك الاستثمارات انشاء معامل عملاقة لمعالجة ما اكتشف من الغاز غير المصاحب كمعملي الغاز في حرض والحوية.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية «مع استمرار ارامكو السعودية في جهودها المتواصلة لتطوير قطاع الغاز التابع لها بدأت المرحلة الثالثة والحالية متمثلة في مبادرة سموكم الكريم التي تهدف الى التوسع في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي وانتاجه في المملكة واتاحة المجال للشركات العالمية للاستثمار في هذه الصناعة الحيوية».
وتابع معاليه يقول «بادرت المملكة الى وضع واعتماد العديد من الانظمة الكفيلة بايجاد البيئة المناسبة للاستثمار في هذا المجال الحيوي حيث صدر نظام امدادات الغاز وتسعيره ولوائحه التنفيذية بهدف تنظيم جميع مراحل هذا القطاع الحيوي وضمان حقوق المستثمرين والمنتجين فيه كما صدر نظام ضريبي خاص يطبق على المستثمرين في مجال الغاز الطبيعي فقط وذلك بهدف تشجيع الاستثمار في هذا المجال بشكل يتيح للمستثمر تحقيق عائدات مجزية من استثماراته كما يحقق عائدات مجزية لخزينة الدولة في نفس الوقت الذي يعمل فيه على توطين هذه الصناعة».
والمح معاليه إلى ما تم في شهر رمضان الماضي بالرياض من توقيع اتفاقية التنقيب عن الغاز الطبيعي وانتاجه في جنوب الربع الخالي مع كل من شركة شل وشركة توتال وبمشاركة ارامكو السعودية حيث قامت الشركات الثلاث بتأسيس شركة مستقلة لتولي هذا المشروع ستبدأ خلال الاسابيع القليلة القادمة في جمع وتحليل المعلومات التي ستحصل عليها من اعمال المسح الجوي والزلزالي مفيداً انه سيلي ذلك باذن الله تعالى الانطلاق في عمليات الحفر والتنقيب في المنطقة المحددة للمشروع التي تغطي مساحة تقدر بحوالي 210 آلاف كيلومتر مربع.
وكشف بأنه امتداداً لهذه المرحلة ستبدأ بعد ثمانية ايام من الآن بمشيئة الله تعالى المنافسة بين الشركات العالمية الراغبة في التنقيب عن الغاز وانتاجه في ثلاث مناطق رئيسة جديدة تبلغ مساحتها الاجمالية حوالي 120 الف كيلومتر مربع.
وقال «بناء على الدراسات والمعلومات المتوفرة لدينا عن الطبيعة الجيولوجية للمناطق الجديدة المطروحة للاستثمار فاننا نشعر انها تبشر بخير كثير قادم للمملكة باذن الله».
وبين معاليه انه اذا ما تحققت النتائج المرجوة وتوفرت كميات من الغاز الطبيعي تفيض عن حاجة السوق المحلية فانه سوف لا يقتصر على استغلال الغاز الطبيعي محلياً فقط بل سيصدر الى اسواق العالم لتزداد مساهمة ودور المملكة في سوق الطاقة العالمية كما سيزداد دخلها.
وافاد معالي وزير البرول والثروة المعدنية ان صناعة الغاز في المملكة استطاعت تحقيق النجاحات المتتالية معتمدة على الله تعالى ثم دعم قيادتنا اعزها الله وعلى الكفاءات الوطنية في ادارتها ومتعاونة مع القطاع الخاص الوطني كلما كان ذلك ممكناً وحسبما تتيح امكاناته مع السعي الحثيث لاستقطاب القوى العاملة الوطنية تدريباً وتاهيلاً وتوظيفاً للعمل على مشروعات الغاز العملاقة.
وقال معاليه «ان مشروع حرض على سبيل المثال اعتمد بدرجة كبيرة على المقاولين والموردين السعوديين اذ ان حوالي 40 في المائة من المواد المستخدمة في انشاء المشروع تم تصنيعها في المملكة كما استوعب المشروع عند بدء تشغيله حوالي 900 عامل سعودي».
واضاف «وفضلاً عن هذا فقد مكننا ايصال الغاز الطبيعي الى ينبع من تخصيص الكميات المطلوبة منه لعدد من المشروعات الصناعية العملاقة الجديدة التي تمثل استثمارات ببلايين الريالات وفرصا وظيفية جديدة للشباب السعودي بالآلاف كما اتاح لنا حرية الاستفادة من غاز الايثان الثمين الامر الذي سيمكننا باذن الله من استكمال مشروع تطوير مصفاة رابغ لتصبح واحدة من اهم مراكز التكرير والصناعات البتروكيميائية في المنطقة وذلك بمشاركة مع احدى الشركات العالمية المتخصصة في الصناعة البتروكيميائية».
وخاطب سمو ولي العهد يقول «رغم اهمية الغاز الطبيعي فان الاهتمام به لم يصرفنا عن مواصلة الجهود في مجال تطوير قطاع الزيت وتعزيز جوانبه المختلفة بما يرسخ قواعد تنمية الاقتصاد الوطني ويؤكد استمرار الصناعة البترولية السعودية في المحافظة على مركزها العالمي المرموق، فمعمل الغاز في مشروع حرض الذي يفتتحه سموكم هذا اليوم ينتج فضلاً عن الغاز المكثفات البترولية والكبريت كما ان مشروع حرض يشمل معملاً لمعالجة وانتاج حوالي ثلاثمائة الف برميل من الزيت الخام وعما قريب سينتهي بإذن الله مشروع تطوير حقلي القطيف وابوسعفة، وهناك العديد من المشروعات الاخرى كمشروعات تكامل شبكة توزيع المنتجات البترولية مع مواقع الخزن الاستراتيجي وغيرها».
وبيّن معالي وزير البترول والثروة المعدنية ان هذه المشروعات المستمرة تهدف الى تلبية الاحتياجات الوطنية من الطاقة وترسيخ مكانة المملكة كمصدر للطاقة يمكن للعالم بكل ثقة ان يعتمد عليه علاوة على تعزيز عائدات الوطن من استثمارات البترول وتوسع القطاعات المرتبطة به.
وفي ختام كلمته عبر عن شكره لزملائه في وزارة البترول والثروة المعدنية وفي شركة ارامكو السعودية ولجميع من عمل معهم من مقاولين او مصنعين او موردين سعوديين او غير سعوديين ولكل من ساندهم من اجهزة الدولة ومؤسساتها بمناسبة اكتمال هذا المشروع العملاق.
كما عبر عن شكره الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على حرص سموه على مشاركة ابنائه في الصناعة البترولية السعودية في جميع مناسباتهم السعيدة رغم بعد الشقة وطول الطريق واصلاً شكره لكل من حضر لهذا الحفل.
ثم ألقى رئيس ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين عبدالله بن صالح بن جمعة كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد الامين واصحاب السمو الملكي الامراء والحضور وقال «بعد الغاز غير المرافق الذي اكتشفته ارامكو السعودية عبر تطبيق احدث تقنيات التنقيب فالمملكة اليوم اكبر دولة مصدرة لسوائل الغاز الطبيعي في العالم بنسبة تصل الى ثلث اجمالي سوائل الغاز الطبيعي المتداولة عالمياً».
واوضح جمعة ان في المملكة اليوم منظومة لانتاج وتوزيع الغاز هي من بين الاكبر من نوعها في العالم والتي يطلق عليها شبكة الغاز الرئيسية فيما ينضم هذا المعمل الذي يحتفل به اليوم الى هذه الشبكة ملتحقاً باقرانه من معامل معالجة الغاز في البري والعثمانية وشدقم والحوية ومعامل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الجعيمة وينبع وراس تنورة.
وبين ان هذه المعامل ترتبط بمنظومة خطوط انابيب الغاز الرئيسية التي تتفرع منها خطوط الامداد الى الجبيل وينبع والرياض تعد شرياناً للخير والنماء لنهضتنا الصناعية اذ تغذي معامل البتروكيمياويات التي تنتج تسعة عشر مليون طن سنويا من المواد البتروكيماوية ومعامل الصلب التي تنتج عشرة ملايين طن سنويا وتمد محطات الكهرباء فتنتج ثلاثة عشر الفا وخمسمائة ميغاواط من النور والطاقة الى جميع انحاء المملكة وتمكن معامل التحلية من توفير ثلاثة ملايين متر مكعب من الماء العذب ملبية نصف احتياجات المملكة منه.
وقال «ان ارامكو السعودية ومن خلال اكتشافاتها الجديدة تضيف سنوياً لاحتياطي الغاز السعودي نحو خمسة تريليونات قدم مكعبة ويزداد مع نجاح المشروعات في مضاعفة الطاقة الانتاجية لشبكة الغاز في المملكة والتي تم الانتهاء منها مؤخراً والتي استثمرت الشركة فيها خلال السنوات الخمس الماضية اكثر من خمسة وثلاثين بليون ريال.
وكان من ثمار هذا التطوير ان وصلت طاقة الشبكة من غاز الميثين الى نحو سبعة بلايين قدم مكعبة في اليوم حالياً وتتيح هذه التوسعة من بين ماتتيحه تخصيص كميات من الغاز لاكثر من اثني عشر مشروعاً بتروكيميائياً ومجمعاً صناعياً ضخماً هي من بين مشروعات سيتم تنفيذها خلال الاعوام الخمسة القادمة وستوفر الآلاف من الوظائف المباشرة وغير المباشرة لشباب الوطن».
وكشف رئيس الشركة ان مشروع الغاز في حرض انجز قبل موعده بستة اشهر موضحاً ان ماتم انجازه في حرض ليس فقط هو المعمل الماثل امام الحضور بل إن ما تحقق بالفعل هو منظومة متكاملة من المشاريع المترابطة في مجال الزيت والغاز.
واستعرض المشروعات التي تم انجازها وقال «ففي مجال الزيت تم انشاء معمل جديد لفرز الغاز من الزيت يقع على بعد اربعين كيلو مترا من هذا المكان لينضم الى سبعة وخمسين معملاً آخر من معامل الفرز اللازمة لتغطية انتاج الشركة من الزيت الخام وينتج هذا المعمل الجديد ثلاثمائة الف برميل من الزيت الخام العربي الخفيف وحوالي مائة وثلاثين مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب واذا ما اخذنا في الاعتبار المعمل المماثل الذي اتمته الشركة هنا قبل عامين والمعمل الآخرالذي بدأ العمل به والذي سينتهي خلال العامين القادمين بإذن الله فان الانتاج اليومي من منطقة حرض سيبلغ ما يقرب من مليون برميل من الزيت وهذه الكمية من الانتاج تفوق انتاج العديد من الدول المنتجة للبترول».
وافاد ان مشروعات حرض اشتملت على حفر وربط نحو مائتين وخمسين بئرا لانتاج الزيت وسبع وثمانين بئراً منتجة للغاز من طبقات سحيقة معدل عمقها يصل الى نحو خمسة كيلومترات في حرض نفسها وفي الحقول المجاورة لها.
وشرح بأن معمل الغاز الماثل في حرض يمكنه يوميا معالجة بليون وستمائة مليون قدم مكعبة من الغاز الخام غير المصاحب وانتاج تسعين طنا من الكبريت الخام وكذلك انتاج مائة وسبعين الف برميل من المكثفات التي تنقل بدورها عبر بقيق الى مصفاة رأس تنورة لتكريرها وتجزئتها الى منتجات بترولية عالية الجودة تسهم في تغطية الاحتياجات المتنامية للسوق المحلية من انواع الوقود المختلفة كالديزل والبنزين.
وقال «قد ساعدنا هذا على اكمال الخطوات اللازمة لزيادة طاقة التكرير في مصفاة رأس تنورة بحوالي خمسين في المائة لتصل الى نصف مليون برميل يومياً».
واوضح رئيس ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين ان مشروع الغاز في حرض هو مشروع عملاق بكل المقاييس حيث تعامل فيه مع مائة الف متر مكعب من الخرسانة واثنين وعشرين الف طن من المنشآت الفولاذية وخمسمائة واربعين كيلومترا من الانابيب الممدودة داخل المشروع فضلاً عن سبعمائة وخمسين كيلومترا من خطوط الانابيب الكبيرة الممتدة عبر الصحراء والف واربعمائة قطعة من المعدات الميكانيكية المصممة خصيصا للمشروع وحوالي نصف مليون نقطة لحام واربعة ملايين متر من خطوط الكهرباء والتمديدات الاخرى وما يزيد على ثلاثمائة كيلو متر من خطوط الالياف البصرية.
وأحصى عدد العاملين في انشاء المشروع بأنه وصل في الذروة الى قرابة احد عشرالفا وخمسمائة شخص نجحوا في انجاز واحد وخمسين مليون ساعة عمل مع المحافظة على اعلى مستويات السلامة وواجهوا بكل نجاح وتفوق تحديات الموقع والمناخ والظروف الحرجة التي مرت بها المنطقة بأسرها العام المنصرم. وتطرق لاعداد الشركة وتطويرها للكفاءات السعودية التي ستحتاجها لتشغيل مرافق المشروع وصيانتها مفيدا ان ذلك بدأ فور اتخاذ قرار تنفيذ المشروع حيث ضمت ما يحتاجه المشروع من شباب سعوديين من خريجي الثانوية العامة الى برنامج التدرج المهني فيها لاعدادهم كفنيين كما وظفت ما تحتاجه من جامعيين سعوديين متخصصين في الهندسة وغيرها من العلوم وادرجتهم ضمن برنامج تطوير الكفاءات المهنية مؤكداً ان فريق التشغيل في هذا المشروع العملاق هو الآن سعودي بنسبة تزيد على ثمانية وتسعين في المائة وقد اثبتت فترة التشغيل التجريبي ان من تم اختيارهم من ابناء الوطن كانوا جميعاً على قدر المسؤولية المنوطة بهم.
وقال رئيس ارامكو السعودية «لقد تجسدت هذه القيم في كل جزء من مشروعات حرض وكانت بعد فضل الله وراء نجاحها بل ومكنت ابناءكم من الاضطلاع بنجاح بمائة وخمسة وستين مشروعا ضخما هذا العام جاعلين صناعة تخطيط وتنفيذ مشروعات الزيت والغاز العملاقة صناعة سعودية بكل معنى الكلمة ينفذها ابناؤكم بمستويات تبهر ارباب هذه الصناعة على مستوى العالم اجمع».
وأضاف «من ضمن المشروعات التي نعمل الآن على تنفيذها اكبر مشروع تطويري لحقول الزيت في تاريخ الصناعة البترولية في العالم والذي سيقدم طاقة انتاجيةتتجاوز ثمانمائة الف برميل يوميا من الزيت الا وهو مشروع تطوير حقلي القطيف وابو سعفة».
وفي ختام كملته عبّر عن شكره لجميع من عمل على التخطيط لهذا المشروع وتنفيذه من موظفي ارامكو السعودية ومن عمل معهم من مقاولين وموردين ومصنعين وعبر عن امتنان الشركة لجميع الاجهزة الحكومية والمسؤولين فيها ممن عملوا معها يدا بيد في تذليل كل الصعوبات في سبيل انجاز هذا المشروع الوطني.
وعبّر عن خالص شكره وامتنانه لسمو ولي العهد على تفضله برعاية الحفل، مؤكداً ان هذه الانجازات لم تكن لتتحقق لولا فضل المولى عز وجلّ ثم ما تلقاه ارامكو السعودية من توجيه ودعم ورعاية من لدن قيادتنا الغالية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني.
وكان سموه قد وصل إلى حرض بالمنطقة الشرقية عصر امس، وكان في استقبال سموه لدى وصوله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء وعدد من المسؤولين وجمع من المواطنين.
وقد شرّف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز فور وصوله الحفل الذي أقامه أبناء قبيلة آل مرة ترحيباً بمقدم سموه حيث تشرف مشايخ القبيلة بالسلام على سموه..
كما قدم طفل وطفلة باقتين من الورود لسموه، وبعد أن أخذ سموه مكانه بدأ الحفل بتلاوة من القرآن الكريم.. ثم القيت قصيدة شعرية.. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية..
السلام عليكم..
أشكركم يا أخواني وأبنائي قبائل آل مرة التي يذكرها والدي الله يغفر له الملك عبدالعزيز بالوفاء والإخلاص لخدمة دينكم ووطنكم ومليككم.. وهذا لا يستغرب عليكم لأن هذه صفات آبائكم وأجدادكم وأنتم إن شاء الله تسيرون في الطريق الذي ساروا عليه..
وشكرا لكم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح..
وشكرا لكم.
بعد ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من مشايخ قبائل آل مرة.. ثم شارك سمو ولي العهد الأهالي في العرضة السعودية.
بعد ذلك غادر سموه مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
وحضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن بندر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز.
|