*جدة - خالد الفاضلي:
أعلن الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمس الأول السبت تدشيناً رسمياً لمنتدى جدة الاقتصادي بعد الساعة العاشرة مساء من خلال تسليمه دروعاً تقديرية للمتحدثين الرسميين والرعاة.
وأضاف الأمير عبدالمجيد ورقة عمل مهمة عندما أكد على أن الحكومة السعودية اتخذت قرارها الحازم بتفعيل إصلاحات اقتصادية واجتماعية يتطلبها مستقبل البلاد والعباد.
وجاء في نص كلمة الأمير عبدالمجيد تفاصيل حول أهمية وجود رؤى استشرافية دقيقة، كما أضاف رجاءً بأن يكون الاقتصاد رابطاً قوياً بين الشعوب.
ونوه الأمير عبدالمجيد إلى أن العالم يواجه مخاطر هيمنة الدول العظمى، مع استمرار سيطرة الفقر على أمم ودول عديدة، كما كرر دعوته للضيوف بصرف بعض الوقت للاطلاع على ثقافة سعودية تحترم الحياة وحقوق الآخرين.
واشتملت كلمة الأمير عبدالمجيد على دعوة المشرفين على المنتدى بضرورة الاستمرار في فتح قنوات سنوية لتوحيد الأفكار والطموحات، وكانت مداخلات الأمير وحضوره قنديلاً أطلق النور الرسمي الراعي لفعاليات منتدى جدة الخامس.
انعطف منتدى جدة الاقتصادي يوم أمس الأحد نحو العالمية ومزاحمة منتدى «دافوس» بعد أن انتصب على مسرح الحديث رؤوساء وزراء لبنان وتركيا وماليزيا بأحاديث عن تجاربهم التنموية في بلدان كانت تعاني قبل سنوات إشكالات اقتصادية، ثم وصلت إلى النجاح عن طريق تعاطي «وصفات» اقتصادية رفعت مستويات المعيشة في بلدانهم والخروج من أزمات كانت قابلة للاستمرار حتى هذه اللحظة.
واتفق الرؤساء الثلاثة على أن «الطبيعة لا تفي باحتياجات الشعوب، وأن الاحتياطات النقدية تنقذ الأمة في حال الأزمات» كما أكدوا على أن الاستقرار السياسي يؤدي حتماً إلى نمو اقتصادي، فيما أكد رفيق الحريري والدكتور محمد مهاتير على أن دولتيهما اختارتا أن يكون مشاركة بين جميع الطوائف، أو كما قال مهاتير «أن نتقاسم الثروات أفضل من تقاسم بؤس الحروب الأهلية».
ونال مهاتير إنصاتاً وتصفيقاً لكلمة مطولة حول تجربة ماليزيا وخروجها من بلد يعتمد على «المطاط» إلى دولة صناعية، مع إشارته إلى أن «الدولة بشكل عام لا تحسن إدارة الأعمال لأنها مغرمة بالاحتكار، وبالتالي الاحتكار هو عدو الاقتصاد» مشيراً إلى أن النمو الاقتصادي يتطلب وجود عمالة وبالتالي ارتفاع معدلات المعيشة موضحاً أن مساواة الأجور والرواتب يتسبب في خمول القوى العاملة ودخولها سباتا عميقا، ومما نتج عنه انخفاض أرباح الشركات الحكومية.
يعتبر ثاني أيام منتدى جدة من ذات الوزن الثقيل لحجم المتحدثين ورئيسيا وزراء لبنان وتركيا ورئيس وزراء ماليزيا الأسبق محمد مهاتير، إضافة إلى شخصيات مالية كبرى قامت بمهام تقديم الضيوف وإدارة الحوار أمثال الدكتور غسان السليمان، وصالح كامل وعبدالوهاب شايف.
وكان منتدى جدة تم افتتاحه رسمياً يوم أمس بحضور الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، واحتفال تقديم دروع تقديرية لعدد كبير من المشاركين والمتحدثين، فيما استمرت مداخلات المشاركات في قسم النساء حول دور المرأة في تنمية اقتصاديات محلية وخارجية، حتى أصبح تكرار السؤال روتينياً وشبه ممل كلما ذهب الميكرفون إلى قسم النساء.
وكان منتدى جدة الاقتصادي في دورته الخامسة قد كرَّم البنك الأهلي لمشاركته في الرعاية الرئيسية للمنتدى. عبدالله باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك تسلَّم درع التكريم من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة الذي رعى حفل افتتاح المنتدى مساء أمس الأول السبت.
باحمدان أشار عقب استلامه درع التكريم إلى أن المنتدى تحوَّل إلى ظاهرة عالمية للتفكير الاستراتيجي الشامل من خلال طرحه لمحاور عديدة في أجنداته الرئيسية الثلاث المحلية والإقليمية والدولية كما أثنى رئيس البنك الأهلي على تخصيص منتدى هذا العام مساحة أوسع للمشاركة النسائية من خلال أوراق عمل اتسمت بقوة الطرح ومهنية المضمون واعتبر أن توسيع مشاركة المرأة السعودية في مثل هذه المحافل ذات التواجد العالمي وفي إطار من القيم والضوابط الشرعية الوجه الحضاري للمملكة وتوضح بشكل عملي زيادة مشاركة المرأة السعودية التي تشكل 50% من السكان في جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي ذكر أن منتدى هذا العام يتميز بملامسته المباشرة لتحديات التنمية الاقتصادية محلياً وإقليمياً من منظور علاقاتها الوثيقة بالتحولات الدولية المتسارعة في المجالين السياسي والاقتصادي وما تفرضه ظاهرة العولمة من حتمية التسريع بخطى الاصلاحات الهيكلية للاقتصاد ولاسيما في الدول النامية والدول الأقل نمواً.
| 
