* بغداد - د. حميد عبدالله - الوكالات:
هزّ انفجار كبير ناجم عن سيارة مفخخة المدخل الرئيسي للقصر الجمهوري للرئيس العراقي المخلوع الذي تتخذه سلطات التحالف المؤقتة مقرا لها وسط العاصمة العراقية بغداد في ساعات العمل الاولى صباح أمس الاحد.
وافاد ناطق باسم التحالف ومصادر طبية عراقية ان ثلاثة وعشرين شخصا بينهم أمريكيان قتلوا وجرح 65 آخرون في الانفجار.
ووقع الانفجار عند ساعات العمل الاولى حيث كان العشرات من العراقيين والسيارات تهم بالدخول الى القصر الجمهوري وتنتظر في صف طويل لكي يتم تفتيشها من قبل الجنود الأمريكيين قبل الدخول الى المجمع الذي يضم العديد من الدوائر والمؤسسات التابعة لسلطات الائتلاف.
وقال جلال علوان «31 عاماً» احد سكان منطقة الصالحية التي تقع مقابل منطقة القصر والذي اصيب بجروح في وجهه كانت الساعة تشير الى الثامنة صباحا عندما خرجت بسيارتي الشفروليه القديمة التي املكها واعيل بها عائلتي لكي اذهب الى عملي كسائق سيارة اجرة.
واضاف: ما ان وصلت الى مفترق الطريق هذا الذي يقابل بوابة القصر حتى حصل انفجار قوي اشعل النار في سيارتي وادمى وجهي فهربت من سيارتي التي بدأت النيران تلتهمها وهربت مسرعا الى بيت قريب لاطمئن اهلي.وتابع وهو يمسح الدم الذي بدأ ينزف من احدى اذنيه كنت خائفا جدا لأن العديد من الجنود الأمريكيين بدؤوا يطلقون النار. في كل مكان واثناء هروبي رأيت العديد من العراقيين مرميين على الارض وسمعت صراخ آخرين يحترقون داخل السيارات لكنني كنت خائفا جدا لدرجة انني لم اعمل شيئا لهم.
ومن جانبه، اكد احمد حسن «32 عاماً» احد عمال البناء الذين كانوا ينتظرون عملية تفتيشهم قبل دخوله الى منطقة القصر، كنت اقف في صف طويل من عمال وموظفين واجانب بانتظار ان يتم تفتيش الجميع.
واضاف: كنت اضحك واتحدث واتمازح في هذه الاثناء مع احد اصدقائي، حيث نعمل سوية في إعادة تأهيل بناية وزارة التخطيط الحمراء المدمرة التي تقع في المنطقة الخضراء بجوار القصر عندما رأيت سيارة بيك-اب تأتي مسرعة وتقف فجأة خلف بقية السيارات التي تنتظر عملية الدخول.واوضح ما هي إلا ثوان حتى انفجرت هذه السيارة فسقط اغلبنا على الارض من شدة عصف الانفجار. واضاف بعدها بدأ الجنود الأمريكيون يطلقون النار وسادت حالة من الهلع والفوضى المكان وتصاعدت ألسنة النار من بعض السيارات المدنية التي كانت مارة والتي كانت متوقفة في الصف بانتظار الدخول.
وتصاعدت من عدد من السيارات السنة الدخان رغم اطفائها فيما احاطت سيارات الشرطة العراقية المكان حيث تولى عدد من رجال الشرطة مسؤولية ابعاد سكان الحي والصحافيين من مكان الانفجار.
وعند مدخل جسر الجمهورية وقفت دبابة أمريكية مغلقة الطريق ذهابا وايابا بينما قام جنود أمريكيون آخرون باستصحاب احد الكلاب وتفتيش كل ما يصادفهم فوق الجسر من اكياس واشياء واجسام مشبوهة.
ومن جانبه، اكد قائد قوات الشرطة ووكيل وزارة الداخلية العراقية احمد كاظم ابراهيم الذي كان اول المسؤولين العراقيين الذين يصلون الى مكان الانفجار ان الانفجار ناجم عن عملية انتحارية.
ودعا الصحافيين الى الابتعاد عن هذا المكان قائلا: اذا بقينا هنا ربما يحصل انفجار ثان.وقال ابراهيم ان الانفجار ناتج عن سيارة مفخخة.
واضاف: إن هناك من يخطط للقيام بأعمال ارهابية والانتقام من العراقيين وسلب حريتهم.
وأوضح ابراهيم اذا كانوا يفعلون هذا باسم الاسلام، فالاسلام منهم براء واذا كانوا يدعون انهم يفعلون هذا ضد قوات التحالف فأؤكد لهم ان معظم القتلى والجرحى هم من العراقيين الابرياء.
وقال: لا تصدقوا ان عراقيا شريفا قام بهذا الفعل الجبان، انهم مجموعة ارهابية جاءت من الخارج وتريد النيل من العراقيين الابرياء الذين لا ذنب لهم إلا انهم عراقيون ابناء هذا الوطن الجريح.واعلن الكولونيل الأمريكي رالف بيكر للصحافيين ان السيارة التي فجرت أمام مقر التحالف في بغداد كانت كناية عن بيك-اب بيضاء من نوع تويوتا تحتوي على خمسمائة كلغ من المتفجرات.
وانفجرت الشاحنة الصغيرة التي كانت تحمل 500 كلغ من المتفجرات في الساعة الثامنة صباحا (الخامسة ت غ) أمام مدخل قصر صدام حسين الرئاسي سابقا الذي اختاره التحالف مقرا له.
ووقع الانفجار بينما كانت عشرات السيارات والعاملين العراقيين في التحالف ينتظرون التفتيش قبل الدخول الى القصر. واسفر الاعتداء عن سقوط 23 قتيلا من بينهم أمريكيان يعملان في البنتاغون. وقد وصف الناطق الرسمي باسم مجلس الحكم الانتقالي حميد الكفائي الانفجار الذي هز المدخل الرئيسي لمبنى القصر الجمهوري الذي تتخذه القوات الأمريكية مقرا رئيسياً لها بأنه عمل إرهابي وجريمة نكراء.
وقال الكفائي في تصريح للتلفزيون العراقي ان هذه الجريمة سوف لن تثني عزيمة العراقيين على مواصلة العمل لبناء العراق الجديد.
وأضاف ان مجلس الحكم الانتقالي سيواصل عزمه على مواجهة الارهاب والقضاء عليه. واستبعد الناطق الرسمي لمجلس الحكم الانتقالي ان يكون الحادث رسالة حول الاسراع في عملية نقل السلطة الى العراقيين. وقال: ان العنف ليس لغة سياسية وهي جريمة يعاقب عليها القانون.
وتابع: لا رسالة يمكن ان تقرأ من هذا العمل الجبان سوى انه فعل ارهابي. واكد: إننا في حالة حرب دائمة مع الارهابيين وفلول صدام اعداء الحرية.
| 
