* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قالت مصادر إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، إن اسرائيل دخلت في حالة تلبك، بعد قرار المحكمة الدولية في لاهاي السماح لجامعة الدول العربية بالمشاركة كطرف فاعل في المداولات التي ستجريها في ملف الجدار العنصري الفاصل. وأضافت المصادر: أن اسرائيل لم تحدد حتى الآن، ما إذا كانت ستشارك في مداولات المحكمة بشكل فاعل أو أنها ستكتفي بعرض موقفها من جدار الفصل العنصري، عبر الوثيقة التي ستحولها إلى المحكمة في نهاية الشهر الجاري..
وتقول المصادر في اسرائيل : سيتقرر ذلك، كما يبدو، خلال الاجتماع الوزاري الذي سيعقده رئيس الحكومة، أريئيل شارون، للبت في الموقف الإسرائيلي الذي سيتم تحويله إلى لاهاي، واتخاذ قرار بشأن المشاركة الاسرائيلية على خلفية قرار المحكمة السماح للجامعة للعربية بأن تكون طرفا في المحاكمة..
وكانت أوساط رسمية إسرائيلية قد احتجت الخميس الماضي على قرار المحكمة الدولية المتعلق بالسماح لجامعة الدول العربية بالمشاركة في مداولات المحكمة..
ونقلت المصادر الاسرائيلية عن جهات في الخارجية الاسرائيلية اعترافها أن القرار جاء مخالفا للتوقعات، خاصة وانه يأتي بعد اقل من يومين على الاجتماع التشاوري الذي عقد برئاسة شارون وتم فيه الاستماع إلى تقارير الطواقم الأمنية والسياسية عشية البت الإسرائيلي الرسمي في الرد الذي سيتم تقديمه إلى المحكمة الدولية في لاهاي، نهاية الشهر الجاري، تمهيدا لبدء النظر في ملف الجدار العنصري بناء على قرار الأمم المتحدة في الثالث والعشرين من شهر شباط / فبراير المقبل..
وأضافت المصادر ذاتها أن الجهات المسؤولة في اسرائيل تقوم حاليا بدراسة هذا القرار الذي يشكل (سابقة قضائية) تستدعي من اسرائيل، كرد فعل، دراسة إمكانية أن تطلب من منظمات يهودية دولية التقدم بطلب مماثل أسوة بجامعة الدول العربية..
وكانت محكمة العدل الدولية في لاهاي قررت، مساء يوم الخميس الماضي، السماح لجامعة الدول العربية بالمشاركة في الجلسة التي ستناقش مسألة الجدار الفاصل..
وجاء في بيان صدر عن المحكمة : أنه سيتم توجيه الدعوة إلى جميع الدول العربية للمشاركة في المداولات الشفهية والكتابية..
وقد أثار قرار المحكمة المذكور دهشة الأوساط الإسرائيلية المسؤولة .. وتساءلت مصادر سياسية إسرائيلية : عمّا تفعله جامعة الدول العربية في الجلسة التي تعقدها المحكمة..
ومضت المصادر تقول : إنه جزء من الأجواء المشحونة ضد إسرائيل، الجامعة العربية ليست من محبي إسرائيل بشكل خاص، وممّا لا شك فيه أنها ستتصرف بصورة معادية لإسرائيل..
وأكدت المصادر الاسرائيلية أنه ستتم دراسة الانعكاسات المترتبة على القرار، مضيفة : أن القرار قد يشكل سابقة قضائية تحتم على إسرائيل فحص إمكانية دعوة منظمات يهودية لتقدم ادعاءاتها في المقابل..
من ناحيته وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، قرار إحالة قضية الجدار الفاصل إلى المحكمة الدولية في لاهاي بأنه «قرار سيئ»، سيضر بالمحاولات التي تبذل من أجل دفع عملية السلام..
وجاءت أقوال شالوم خلال اجتماع عقده، يوم الخميس الماضي، مع نظيره الإيرلندي، (بريان كوين)..
وحذر شالوم من أن كل مسألة لا تتمّ تسويتها بين إسرائيل والفلسطينيين ستتمّ إحالتها إلى المحكمة في لاهاي، ممّا سيحول دون التوصل إلى أي اتفاق..
مضيفا : أن دولاً كثيرة تعارض خطوة طرح قضية الجدار على المحكمة الدولية، خشية أن يعود عليها ذلك بالضرر مستقبلاً..
وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن قلق اسرائيل البالغ من إقحام محكمة لاهاي في قضية الجدار، وذلك بصرف النظر عن القرار الذي ستتخذه في نهاية الأمر.. مؤكداً: ضرورة تسيير العلاقات مع الفلسطينيين عن طريق المفاوضات، وليس عبر المحكمة الدولية في لاهاي..
ورفض الوزير الإسرائيلي القول ما إذا كان يؤيد إرسال إسرائيل مندوبين لتمثيلها في جلسات المحكمة في لاهاي، إضافة إلى التقرير الذي ستقدمه للمحكمة في الـ30 من شهر كانون الثاني/ يناير الحالي .. وذكر شالوم أن قرارًا في هذا الخصوص سيُتخذ في المنتدى الوزاري الذي سيعقد اجتماعًا برئاسة رئيس الحكومة، أريئيل شارون، مطلع هذا الأسبوع..
قريع : جدار الفصل العنصري وصمة عار على جبين اسرائيل والمجتمع الدولي:
هذا واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع (ابو علاء) جدار الفصل العنصري وصمة عار على جبين اسرائيل والمجتمع الدولي الذي يقف صامتاً أمام ابشع ممارسة عنصرية عرفها التاريخ والتي فاقت ممارسات نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا..
من جانبه عقب مدير ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني (حسن أبو لبدة) مساء الخميس الماضي، على قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بالقول : إن المجتمع الدولي يعتقد هو الآخر أن من شأن الجدار التسبب في حملة تهجير جديدة للفلسطينيين، وفي خلق فوضى في المنطقة بأكملها..
وأكد قريع خلال استقباله صباح الجمعة الماضي (لويس كابس) عضوة الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، ووفد الكنيسة الانجيلية اللوثرية في أمريكا، والمطران (منيب يونان مطران) من الطائفة الإنجيلية اللوثرية بحضور (ديفيد بيرس)، القنصل الأمريكي العام في القدس : انه لا يمكن للولايات المتحدة واللجنة الرباعية الاستمرار في صمتها وقبولها بما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من عزل للقدس عن محيطها الفلسطيني، وضمها واخراجها من دائرة المفاوضات، ومواصلة نهبها للأرض الفلسطينية واستيطانها، واقامة الجدار العنصري، والتي هي بمنزلة ممارسات تهدف إلى تدمير خطة خارطة الطريق، ورؤية الرئيس بوش القائمة على حل بدولتين، وأن على الولايات المتحدة إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة كأساس للاستقرار والسلام في هذه المنطقة التي لن يكتب لها الاستقرار بغير ذلك..
ووصف قريع هذا الصراع بأنه مجرد شجرة في الغابة بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة الدولة العظمى واهتماماتها في هذا العالم، ولكنها شجرة مقدسة يجب رعايتها والالتفات لها والاعتناء بها بكل جدية لأنها ستنشر ظلها على كل المنطقة..
|