Monday 19th January,200411435العددالأثنين 27 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

معالي الوزير والإصلاح التعليمي معالي الوزير والإصلاح التعليمي
فهد الحوشاني

أثناء الاجتماع الشهري لمعالي وزير التربية والتعليم الذي حضره المسؤولون في الوزارة وعدد من مديري ادارات التربية والتعليم قال معاليه: بانه لن يقبل أي تأخير أو تباطؤ في عملية الإصلاح التعليمي كما انه شدد على وكالة المعلمين بمتابعة المدارس للتأكد من التزام الجميع بسياسة التعليم مؤكداً ان الشذوذ الفكري غير مقبول وليس لمن يوغر صدور الناشئة على أهله وجيرانه مكان بيننا، هذا مقطع مما أوردته صحيفة الجزيرة يوم السبت الماضي، هذا اللقاء وكما هو واضح يتطرق لأول مرة لمشاكل (فكرية) تمر بها المدارس ومطالبة معالي الوزير وكالة المعلمين ومديري إدارات التربية لمحاربة من يروِّجون لهذه الأفكار هو أمر جيد وكلنا نوافق معالي الوزير على هذه الخطوة فماذا جنينا من دعاة التطرف!
ولكن من جانب آخر تعاني المدارس ليس من معلم يروج لأفكار سيئة فقط وهم بحمد الله قلة، ففي المدارس معلمون لا يقلون خطورة وهم أكثر عدداً وأعني بهم تلك النوعية التي فتح لها باب التعيين فتسابقت للدخول إلى بوابات المدارس تحجز الوظيفة وتنعم بالمرتب لكنها شريحة ليس لها ملامح وليس لها تأثير وليس لها أدنى فاعلية لهذا كانت مخرجات التعليم ضعيفة وتحت المستوى المطلوب!
ان تلك النوعية تساهم بشكل ملحوظ في تدني المستوى التعليمي بل وتؤثر على مستوى التربية الدينية والوطنية والاجتماعية، فذلك المعلم بسلبيته يهدم حتى ما يبنيه زملاؤه المخلصون وهو بدل ان يحمل طوب البناء يحمل معاول الهدم فما ان يشاهد زميلاً له يعمل بإخلاص او يقوم ببذل جهد اضافي في المدرسة حتى يقابله بالاستهتار والتحطيم عارضاً له منافع ان يكون المعلم سلبيا في مدرسته فهو يكلف بأعمال أقل ويسمح له بالخروج دون مناقشة لانه يرفض الاعمال الاضافية هذه النوعية السلبية أمنت العقاب واستبعدت الثواب، فأصبح المعلم الباني مثله كمثل الهادم فلا حوافز مادية ولا مراعاة بعدد الحصص. بل إن بعض أولئك المعلمين أصبحوا ينصبون انفسهم قدوة ويضرب فيهم الآن المثل عند غيرهم فالنشاز يروج الآن لنفسه بأنه (الصح) وبأن الاخلاص في العمل ليس ضرورياً في هذا الزمن!
والواقع مع الأسف لا يكذب ما يقول فكيف تعاملنا مع المخلصين!! المعلمون في هذا الوقت بالذات يا معالي الوزير يحتاجون إلى التفاتة لتقويم أدائهم مع أبنائنا الطلاب، استمارة الأداء الوظيفي التي يقوّم فيها المعلم هي نفسها تحتاج إلى تقويم وحذف واضافة فهي لا تقيس أبداً ما يراد منها أن تقيس!!
فالمعلمون الآن متساوون من يحصل على مرضٍ ومن يحصل على امتياز ما الفرق بينهما؟ وما المميزات التي يحصل عليها الممتازون!! لقد تساوى من يعمل بجد ومن يقصر في واجباته، من يحضِّر للدروس ومن يرفض التحضير، من يساهم في النشاط ومن «يحارب» النشاط! هذه النوعية هي نسبة لا يستهان بها في المدارس وهي لا تروج أفكاراً ضالة ولا شذوذا فكرياً ولكنها من ناحية أخرى لا تساهم في البناء بل تعرقل البناء الذي ننشده لمواطن المستقبل الذي نعقد آمالنا عليه في بناء هذا الوطن!
عفواً معالي الوزير ان جهود الإصلاح لا تقوم أبدا على مثل هذه النوعية السلبية ولا يجب المراهنة على أنها سوف تعين أي جهد اصلاحي لتحسين وضع التعليم لأن تلك الجهود سوف تصطدم بواقع يساوي بين المعلمين! فهل نبدأ خطوات الإصلاح بالمعلمين لنكافىء المخلص ونميزه عن غيره ونعاقب المتهاون في أداء دوره التربوي عبر آلية واضحة ونظام إداري مدرسي يوضح ان لا مكان للمتهاونين والسلبيين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved