المستقبل الآتي، أو ما نقول عنه: الوعد المنظور، يتهادى إلينا بكل ما يملك من قدرات على التحول والتبدل.. نحسبه دائماً غير مهم لنا.. بل لا نبالي به ولا نأبه غالباً حينما نكون في انتظار وصوله، فترانا ننعته مرة بالمجهول وأخرى بالخيال.. فيما عالم آخر يتفنن في تلقي هذا الزائر بالتخطيط السليم والبحث الدؤوب من أجل أن يكون هذا القادم واقعا ضروريا سيسهم في تكوين معادلة الحياة الصعبة للأجيال القادمة.
«الأحوال القادمة» ستكون أصعب في نظر بعض المنظرين، بل ستكون امتحاناً شاقاً لنا على وجه التحديد، فإن لم نحسن التعامل مع مفردات خطاب المستقبل سنكون عرضة للتلاشي والإمحاء أكثر مما نحن عليه.. فلو ظللنا نعصب عيوننا، ونخفي وجوهنا، ونقفل عقولنا، ونحاول التقليل من شأن التحدي الآتي للمستقبل ستكون كارثتنا نهائية.
فما يجدر بنا هو أن نفيق على قرع خطوات المستقبل العنيفة، ونتحرك نحو بناء ذاتنا لكي نتكيف مع الواقع المتحول، ولنجعل من هذا المجهول الغامض بارقة أمل نسعى وراءها لعلها تدر الغيث الذي تنتظره الأجيال القادمة.. نعم نحن بحاجة إلى «الأمل» لكي لا يصبح المستقبل مجرد مجهول موحش نرقبه بحذر.
|