سعادة رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اشارة الى مقال الكاتبة خيرية ابراهيم السقاف بعنوان «يا أنتم والحج» والمنشور في العدد 11426 يوم السبت الموافق 18/11/1424ه والذي دعت فيه الكاتبة المسلم الذي سبق له وأن حج بيت الله الحرام أن يؤثر اخوانه المسلمين ممن لم يتمكنوا من الحج حتى تحصل لهم التوسعة ويتمكنوا من أداء الحج براحة ويسر من باب «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأقول: لقد أحسنت الكاتبة في توجيه هذا النداء كما أحسنت في هذا الاستدلال وأشارت الى ان من فعل ذلك لن يخيِّب الله أجر مقصده. وهذا كلام سديد يتفق مع الأدلة الشرعية والمقاصد الشرعية ولاشك انه ثبت في السنة فضل تكرار الحج وأحاديث عديدة ترغب المسلم بهذه الفريضة العظيمة. ولكن النظر في واقع الحج اليوم وشدة حاجة المسلمين الى سلوك كل السبل التي تضمن أداء هذه الشعيرة على وجه لا يلحق المسلمين حرج عام لربما عظيم في مواطن وهدد حياة الحجيج فكانت الحاجة ملحة الى التذكير بأهمية أن يؤثر المسلم اخوانه ما دام قد حج حجة الاسلام لاسيما وأعداد الحجاج في ازدياد قد وفدوا من كل فج عميق فكان من المناسب والأفضل للمسلمين القريبة بلدانهم لمكة المكرمة أن يتنازلوا عن الحج كل عام توسعة لاخوانهم الذين يكاد أحدهم يحج في العمر مرة، وهم في هذه النية والقصد يرجى لهم أجر عظيم بل قد يفوق أجرهم فيما لو حجوا كل عام كما قال ذلك الشيخ العلاَّمة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله كما في مجموع فتاوى الجزء الخامس بباب الحج والعمرة، القسم الأول، ص 234 وذلك جوابا عن سؤال حول تكرار الحج فقال رحمه الله: «إذا أمكن ترك الاستكثار من الحج لقصد التوسعة على الحجاج وتخفيف الزحام عنهم فنرجوا أن يكون أجره في الترك أعظم من أجره في الحج إذا كان تركه له بسبب هذا القصد الطيب».
وقال في آخر كلامه «الثاني: العناية بدرء المفاسد أو تقليلها وأعمال المصلحين والدعاة الى الحق وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام تدور بين هذين الأصلين وعلى حسب علم العبد بشريعة الله سبحانه وأسرارها ومقاصدها وتحريه لما يرضى الله ويقربه لديه واجتهاده في ذلك يكون بتوفيق الله سبحانه وتسديده إياه في أقواله وأعماله»أ.هـ فرحم الله ابن باز واسكنه فسيح جناته. ومن هنا يتبين لنا ضرورة الالتزام بالاجراءات المنظمة للسفر للحج وعدم تجاوزها لما يتعرض له المسلم في ذلك من مخالفات شرعية عديدة تنافي ما ينشده ولي الأمر من وضع هذه التنظيمات، وعليه فلا يسوغ أن يبحث من يريد الحج عن الحيل أو ما يصحح به حجه فكان لزومه بلده واحتسابه الأجر في الترك خير له وأعظم أجراً.
وفي الختام أشكر لسعادتكم نشر هذا التعقيب على ذلك المقال الجيد للأخت الكاتبة خيرية، والذي يأتي ضمن المساهمة في نشر الوعي الصحيح أو التذكير به.
ولكم فائق التقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالعزيز بن علي المحيني
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمنطقة حائل |